نـور24

التبرع بالدم في المغرب.. بين ما تفرضه حالة الطوارئ وما تمليه حالة الاستعجال

نور24_ هناء مهدي

من المعلوم أنه في مثل هذه الحالة الطارئة ، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد التي تجتاح مختلف أنحاء العالم، تكون المستشفيات والمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، والمراكز الصحية في مختلف الأقطار ، وفي بلدنا أيضا، في حاجة ماسة إلى كميات من الدم، بسبب النقص في مخزونه. ولذلك تفرض الضرورة استمرارية التبرع بالدم لتلبية الحاجيات المطلوبة. وهذا يفرض تعبئة عامة من أجل التطوع للتبرع بالدم.

من هنا ، وجب تزويد المستشفيات ومراكز تحاقن الدم والمراكز الصحية.. بحاجتها المستمرة والملحة للدم، وهو دور المواطنين الذي يتمثل في التطوع والإقبال على المراكز الجهوية للتبرع بالدم بدون حاجة إلى انتظار دعوات هذه الأخيرة، أو إلى توجيه نداءات بين الفينة والأخرى بهدف تغطية الخصاص الحاصل.

هناك حاجة ملحة للتبرع بالدم، خاصة في هذه الظروف التي تعرف فيها بلادنا حالة الطوارئ الصحية، لكن السؤال المطروح : كيف يمكن للمتبرعين الوصول إلى المراكز الجهوية لتحاقن الدم علما أن هناك حالة طوارئ تفرض  عزوف الناس عن الخروج، ومن تم نذرة المتبرعين إن لم نقل انعدامهم.

هناك مستشفيات أجّلت إجراء عمليات جراحية بسبب نقص في كميات الدم في حالات تستدعي تدخلا جراحيا آنيا. لكن، كيف يمكن أن يكون هذا التدخل في ظل نقص الدم المطلوب أو انعدامه؟

نعم، المواطنون واعون بما تفرضه حالة الطوارئ الصحية من تقييد في الحركة والتنقل. لكن، هل تمنع هذه القيود التنقل لأداء واجب وطني وإنساني يتمثل في المساهمة  في إنقاذ مرضى وجرحى في حاجة ماسة لعملية جراحية..؟

في انتظار نداء من المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم من أجل التبرع، نقول أن المركز يأخذ بعين الاعتبار جميع الاحتياطات والإجراءات الصحية الضرورية لتلافي أي احتمال إصابة بفيروس كورونا المستجد، كالمعقّمات، ومسافة الأمان بين كراسي الانتظار، والأقنعة الطبية، وتغطية الأفرشة بمناديل معقمة يتم استبدالها بعد كل استعمال..

ومن هنا، فإن الطلب ملح ومستعجل للمواطنين بالتبرع بالدم ، لسبب واضح هو أن المستشفيات والمركز الوطني.. في حاجة لذلك بسبب نقص المخزون، والمرضى أيضا في حاجة للدم من أجل إنقاذ حياتهم..

 

Exit mobile version