
معاد مرفوق
أصبحنا نشاهد، عبر مواقع التواصل الفايسبوكي، وحتى عبر القنوات التلفزية، وصول شبابنا إلى الضفة الأخرى، بواسطة قوارب الموت التي باتت متكررة ومتعددة. والغريب عند وصول هذه الفئات.. تسجد باكية من شدة الفرح..لاعتقادها أنها حققت الأمل أو هي في طريق تحقيقه من خلال الهجرة والغربة..
هل تعلم يامسؤول لماذا المغاربة يهجرون؟ هل سبق لك أن فكرت ،مع نفسك، لماذا شبابنا يغامر بنفسه من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى، التي تقطعها، أنت، في بضع ساعات ، مع أن شبابنا يقطعون تلك المسافات في قلب البحر لأيام ، وربما أسابيع ـ أن ْ كُتب لهم الوصول سالمين ـ من أجل البحث عن الحياة ..عن المستقبل..؟؟
يا من يتكلمون عن الشباب في برامجهم الانتخابية؛ ويا من يتكلم عن شباب المغرب غير القادر على تلبيت رغباته واحتياجاته اليومية،العادية؛ يا مسؤولين في الوقت الذي يمتطي أبناؤكم أفخم السيارات، ويدرسون في أكبر الجامعات، أبناء الشعب المكلوم ، فيهم حاصلون على شهادات عليا ـ ربما هي حلم أبنائكم التي تنفقون عليهم الأموال ..ـ لا يتوفرون على درهم واحد.. هل فكرتم أن شابا من هؤلاء لا يتوفر على ثمن فنجان قهوة سوداء، مُرَّة ؛ ولا على ثمن سيجارة واحدة …يحرق بها قلبه، فيبقى أمله الوحيد هو… البحر.
كان الشباب المغربي و المغاربي يُضرب به المثل في الشجاعة والإقدام والتضحية، منهم من قاد فتوحات إسلامية كطارق بن زياد، ومُوسى بن نُصير، ومنهم مهندسين وعلماء وأساتذة جامعيين، مُبجّلين، محترَمين
أما اليوم ، نجد شبابا يرمي بنفسه إلى البحر.. ومنهم عدد أصبح وليمة للحوت.. ومنهم من يسجد عند وصوله إلى الضفة الأخرى سالما ، بعد أن تمكّن من الفرار بجلده من ظلْمِ الظالمين، والانعتاق من جبروت وسطوة الفاسدين والناهبين..ليصبح، في نهاية المطاف،خادما في بلاد العجم …