نور24/ هناء مهدي
ليس من باب المبالغة في شيء إذا قلنا أن المصادقة على الوثائق بالمقاطعات الإدارية بمختلف المدن ، يعتبر جحيما في جحيم : جحيم الانتظار إلى ما لا نهاية، جحيم الوقوف لساعات تحت مظلة الشمس الحارقة، تشتعل على إثره كل الأعصاب، أما الصبر فيضيق ذِرْعاً من نفسه؛ أي أن الصبر يملّ الصبر.
ما يقع في المقاطعة الحضرية الخامسة بالمحمدية، ليس استثناء أو حالة خاصة (انظر الصور المرفقة)، بل هي قاعدة وحالة عامة تسود في أغلب المقاطعات إن لم نقل مجموع المقاطعات: طوابير وصفوف تمتد عشرات الأمتار خارج المقاطعة، حيث ينتظر المواطنون ، في الشارع العام _بما يفوق فارغ الصبر، تحت أشعة شمس حارقة_ اللحظة التي يقتربون فيها من مكتب المصادقة على الوثائق ..
هل من الضروري أن تشتغل إداراتنا تحت الضغط ؟ أليس هناك إجراءات وتدابير لتصريف هذا المشكل/ المعاناة بطريقة من الطرق..؟ أليس هناك إدارات أخرى يمكن استخدامها في مثل هذه الحالة، أولا لتخفيف الضغط على الموظفين، وثانيا لقضاء أغراض المواطنين في ظروف مقبولة ؟؟
أما الأغرب في الأمر ، فهو أن المقاطعتين الثانية والثالثة لا تشتغلان بينما المقاطعة السابعة فلا تشتغل فيها مصلحة المصادقة على الوثائق.. وما على المواطنين سوى النزوح أو الهجرة نحو المقاطعة الخامسة…حيث الموعد مع الجحيم..
ولعل الصور المرفقة ناطقة بواقع الحال.