
مهاجرون سريون (أرشيف)

نور24 ـ عبد الحليم الحيول
استفاق سكان مدينة أسفي، صباح يومه الأربعاء 02 دجنبر 2020، عن بَكْرة أبيهم ، على فاجعة حقيقية بعد أن أدى سوء الأحوال الجوية إلى فقدان 16 شابا في عرض البحر، كانوا متجهين، على متن قارب للهجرة السرية، إلى جزر الكناري، في مسعى لمعانقة “الفردوس الأوروبي”.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن قارب الموت،الذي كان يقل على متنه حوالي 27 مرشحا للهجرة السرية، لم يصمد أمام الأمواج العاتية التي واجهته في عرض المحيط الأطلسي، وكانت وراء فقدان 16 من ركابه، فيما نجا 11 آخرون بأعجوبة.
في هذا الإطار أفاد الفاعل النقابي، رضوان الخزاري، أن هذا الحادث يُعيد إلى الأذهان فواجع سابقة كانت وراءها قوارب الموت، عجزت السلطات و الأجهزة الأمنية عن وضع حد لنشاطها القاتل، بالرغم من المجهود الكبير في تفكيك عدد من شبكات الهجرة السرية و إحالة المتورطين على القضاء؛ ويضيف الخزاري أن أشرطة الفيديو، التي تُوثِّق لوصول بعض شباب المدينة إلى بعض الدول الأوروبية عبر قوارب الموت، أضحت تشكِّل “عامل إغراء كبير لأقرانهم الذين سُدَّت في وجوههم آفاق الكسب في “حاضرة المحيط” التي تحوّلت إلى مدينة طاردة لشبابها”.
ويتابع نفس المتحدث أنه يتعين على كثير من الجهات أن تقوم بواجبها إزاء شباب المدينة الذين تبتلعهم أمواج الأطلسي في عمر الزهور، لأن السلطات مُطالَبة بتشديد الرقابة على أنشطة قوارب الموت، كما أن على جمعيات المجتمع المدني الانخراط في حملة توعية شاملة بخطورة هذه القوارب ؛ و الأجهزة الأمنية مدعوة أيضا إلى فك ألغاز اختفاء القوارب من داخل الحوض المائي المخصص لها بميناء أسفي.
في نفس السياق، يتواصل على صفحات التواصل الاجتماعي نعي الضحايا، و توجيه التعازي إلى أُسرهم المكلومة، فيما عبّرت صفحات، من مدن أخرى، عن تعازيها إلى سكان مدينة أسفي، وتضامنها غير المشروط معهم في ظرف مشحون بحزن جماعي كبير.