نـور24

تونس:سفارة المغرب تكشف زيف المعطيات التي قدمتها إحدى الإذاعات الخاصة حول الوحدة الترابية للمملكة

 

خريطة المغرب الكاملة التي قدمتها السفارة الأمريكية بالرباط

نور24

كشفت سفارة المغرب بتونس الغطاء عن مغالطات، وتزييف الحقائق حول قضية الوحدة الترابية للمملكة، لإحدى المحطات الإذاعية التونسية الخاصة ، وأصدرت بيان حقيقة، اليوم الإثنين 14 دجنبر 2020 ، تسلط فيه الأضواء على زيغ “راديو موزاييك” في إحدى حصصه الإذاعية في برنامج “ميدي شو”، يوم الجمعة الماضية، حيث تخللها “قدرا غير هيّن من المغالطات والأراجيف بخصوص تطورات قضية الوحدة الترابية المغربية، بشكل تعمّد ترك حقائق التاريخ والأرض والسياسة جانبا، ليقدم للمستمعين وجبة بائتة – من زمن الحرب الباردة – محشوّة بالأكاذيب السخيفة ومُطعَّمَة بكثير من توابل الإيديولوجيا البالية”.

    في هذا الصدد، أوضحت السفارة في بيانها أنه على مستوى الحقائق التاريخية والقانونية، “ليس ثمة حاجة فعلية لمزيد التأكيد على حجج مغربية الصحراء، ذلك أن الرأي العام التونسي يُدرك كل الإدراك أن مغربية أراضي الصحراء من حقائق التاريخ التي لا تعوزها أدلة القانون الدولي، سواء تعلق الأمر بقرارات الأمم المتحدة، أو الرأي الاستشاري الشهير لمحكمة العدل الدولية، فضلا عن منظومة كاملة من الاتفاقيات الدولية للمغرب مع الدول الكبرى قبل نهاية القرن التاسع عشر”؛ موضحا أن “جهود مغاربة الشمال وإخوتهم بالصحراء تلاحمت داخل ملحمة التحرير الوطني، ولذلك سيتوج مسار استكمال الوحدة الترابية المغربية باسترجاع المغرب لصحرائه عام 1975 من خلال المسيرة الخضراء الخالدة، لينطلق بعدها، في كامل ربوع الصحراء المغربية، عهد جديد من البناء والتشييد، تُؤكّده اليوم كبريات الحواضر داخل أقاليمنا الجنوبية”.

   وبخصوص تكييف النزاع الإقليمي والمسار الأممي، قال البيان أنه “إذا كانت إيديولوجيا الانفصال المختبئة وراء نزعات الهيمنة الإقليمية، قد استثمرت طوال سنوات في أسطوانة “تقرير المصير” ذات الرنين المتناغم مع سياقات الحرب الباردة، فإن تطورات ملف الصحراء المغربية داخل أروقة الأمم المتحدة، شهدت تحولات لافتة، لعل أبرزها تحقق القناعة المطلقة بتعذر خيار الاستفتاء وعدم واقعيته، مقابل بناء مرجعية أممية جديدة تتأسس حول الحل السياسي المتفاوض بشأنه”.

كما أكد البيان أن “هذا ما جسّده المغرب منذ سنة 2007 عندما تقدم بمقترح منح الحكم الذاتي للصحراء في ظل السيادة المغربية، الذي يحظى اليوم بمطابقته لكل العناصر المرجعية للحل الأممي ،باعتباره حلا سياسيا واقعيا، براغماتيا، جديا، وذا مصداقية، كما يوصف عادة في أدبيات الأمم المتحدة”، مضيفا أن “وجود المغرب فوق صحرائه، والدينامية الخاصة للواقع على الأرض التي تجمع مسارات التنمية الاقتصادية والتمثيل السياسي والانفتاح الحقوقي، جعلت أطروحة الانفصال ومن يقف وراءها، تعيش عزلة دولية ومأزقا داخليا، حيث يبدو اليوم أن مشروع الدويْلة الوهمية الفاشلة والعاجزة عن الاستحقاقات الإقليمية المعقدة والمسلوبة القرار، مشروعا أقرب في حظوظ حياته إلى الخرافة”؛ وأن “تسارع وتيرة افتتاح القنصليات العامة في الأقاليم الجنوبية من دول أفريقية وعربية وغيرها يُمثّل رسالة إلى المجموعة الدولية حول عدم رجعية مسلسل تأكيد مغربية الصحراء، تماما مثل ما شكله الالتفاف الدولي الواسع حول خطوة المغرب لتأمين المعبر الحدودي بالكركرات من تعبير جليّ على بؤس المغامرة اليائسة للانفصاليين، وهي تحاول عبثا تغيير المعطيات الميدانية والحيلولة دون تواصل المغرب مع عمقه الأفريقي”.

وبالنسبة لاعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة المغربية على كافة منطقة الصحراء،وضّح بيان السفارة أنه “تعزيزا لدينامية ترسيخ مغربية الصحراء، وتتويجا للجهود الدبلوماسية لجلالة الملك محمد السادس، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسوما رئاسيا يقضي باعتراف الولايات المتحدة، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية”، مؤكدا أن هذا “القرار يعتبر الحكم الذاتي الحقيقي تحت لواء السيادة المغربية، هو الحل الوحيد القابل للتطبيق”، وأن “هذا الموقف القوي، التاريخي والنافذ، تعبير عن دعم مطلق لمغربية الصحراء”، وأن “خطوة فتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة، ستشكل أول تجسيد لفورية آثاره”.

وقال البيان إن “الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية، وبانخراطه البناء من أجل سلام دائم بالشرق الأوسط، ذلك أن المغرب متمسك بثوابته القائمة على حل الدولتين، وعلى اعتبار المفاوضات سبيلا وحيدا للوصول إلى حلّ نهائي ودائم وشامل”، مشددا على أن جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، متمسك أيضا بضرورة الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف، و”لذلك فقد عبر جلالته للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، في اتصال هاتفي يوم الخميس الماضي، أن المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأنّ عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة”.

 ولم يفت بيان السفارة المغربية بتونس التأكيد أن “الحدث – داخل هذا السياق المركب – بالنسبة للمغاربة يبقى بالأساس هو التفاعل مع مكتسب دبلوماسي كبير وتاريخي يعزز دينامية ترسيخ مغربية الصحراء، ذلك أن الصحراء تظل، بشكل مطلق، قضية المغاربة الأولى، وموضوع إجماع وطني عميق، وعنوانا مكثفا للوطنية المغربية الحديثة، وهي بذلك بوصلة مستحقة للمصلحة العليا التي توجه المغرب، الدولة الوطنية العريقة”.

Exit mobile version