نور24
إن زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى، يقوده ديفيد شينكر، مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بقضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في أفق فتح قنصلية أمريكية عامة بالداخلة، يشكِّل حدثا وازناً على المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية.
بهذا الاستهلال السياسي ،يؤكد مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بعد مرور شهر على قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على كامل منطقة الصحراء المغربية (10 من دجنبر المنصرم ـ 2020)، تأتي زيارة الوفد الأمريكي، لتعكس قوة العلاقات المغربية – الأمريكية التي تعتبر فيه الولايات المتحدة المغرب شريكا استراتيجيا ومحوريا في كل ما يرتبط بالاستقرار والأمن والتنمية على المستوى الإقليمي.
وتابع المحلل السياسي يوضح أن افتتاح قنصلية عامة للولايات المتحدة، في ظل علاقات تاريخية قوية جدا، يصادف مرور مائتي سنة على افتتاح الولايات المتحدة الأمريكية لأول بعثة دبلوماسية لها بالمغرب ،والتي تعتبر، إلى غاية اليوم، أقدم تمثيلية دبلوماسية للولايات المتحدة في العالم، مسجلا أن هذه العلاقات الثنائية بين الطرفين، تنبع من الاقتناع الدائم للولايات المتحدة بالمكانة الاستراتيجية للمغرب وبالدور الذي يضطلع به في المنطقة، باعتباره ملتقى للحضارات والأفكار يربط بين مختلف الجهات.
وأضاف الأستاذ بنحمو أن القنصلية الأمريكية العامة المرتقبة بالداخلة، التي سيكون لها بعد اقتصادي كبير يهم المنطقة الأفريقية، بالاضافة إلى طابعها التمثيلي القنصلي، ستحتضن كذلك المكتب المحلي لمنظمة ازدهار أفريقيا؛ وهي المنظمة الأمريكية التي تأسست سنة 2018 ، وتضم 17 وكالة أمريكية، ليكون بذلك أول مكتب لهذه المنظمة خارج الولايات المتحدة الأمريكية، مع تأكيده أن هذا التوجه سيكون له وقْع إيجابي جدا في كل ما يرتبط بتنمية الاستثمارات على المستوى الإقليمي.
في هذا السياق ، أوضح المحلل السياسي بنحمو أن البلدين يدشنان مرحلة دبلوماسية جديدة، تؤكد من خلالها أقوى دولة في العالم، والعضو الدائم في مجلس الأمن، والفاعل في العلاقات والسياسية الدولية، خيارها الراسخ بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مما سيفتح، لا محالة، المجال أمام دول أخرى للسير على نفس النهج، كما تؤكد أن وَهِمَ الانفصال قد ولَّى، وأن خصوم المغرب عليهم أن يعودوا إلى الممكن وأن يبتعدوا عن الجمود في المواقف؛ والممكن هو مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب.
ويخلص الأستاذ بنحمو إلى التأكيد أن قرار فتح القنصلية، إشارة قوية خاصة في الجانب الاقتصادي المرتبط بالتنمية والاستثمارات، مشيرا أيضا إلى أن المملكة أمام حدث تاريخي وتحوُّل كبير في الجانب الاستراتيجي.