نـور24

ترغة ـ جماعة تزكان/ شفشاون: مخاوف من انتهاك الذاكرة الجماعية للأهالي بسبب إحداث “الكورنيش”  

صورتان ل”كورنيش” ترغة الذي بدأت الأشغال الأولى في تحديد مساره
 
 
نور24
 تنطلق أشغال “كورنيش” قرية  زاوية ترغة،  أمام مخاوف كبيرة من عدم استحضار البُعد الثقافي والحضاري للمدينة ذات الحضور التاريخي الوازن، حيث يوجد في نفس الجانب، الذي بُوشرت فيه الأشغال، معالم مهمة بصمت المنطقة ببصمات روحية واجتماعية وجهادية، لفترات تاريخية طويلة.
وما إسم “الزاوية” إلا الدليل الساطع على ما نقول، علما على أن كل هذا الشاطئ كان مسرحا لمعارك جهادية حاسمة، خاضها الغماريون ضد العدُوِّ الصليبي إبان هجوماته المتتالية على المنطقة، أضف إلى ذلك الضريحين الشاهدين على حضور  كبار العلماء والصوفية والزهاد في الذاكرة الجماعية للأهالي، حيث عرف الغماريون بتشبُّعهم وتحَلِّيهم بخصال وقِيَم روحية ومادية سامية تلقَّوْها على يد هؤلاء الكبار الذين دُفن بعض رموزهم على الشاطئ، وأحيطوا ببنايات وأقبية للحفاظ على وجودهم بين الأهالي عبر الأجيال.
هل ستُراعي المصالح القائمة بالأشغال هذا البعد التاريخي لزاوية ترغة، احتراما للذاكرة الجماعية لأهالي غمارة والترغيين والمغاربة؟ أم أن المجلس ذاته سيسقط في أخطاء ستجني ضد ذلك كله جناية لن تغفرها لا الأجيال الصاعدة ولا اللآحقة، أم أن الأمر سيعرف مراعاة واعتبارا يليقان بمدينة ترغة وغمارة، يستحضران حضورهما الوازن على المستوى العلمي والجهادي والثقافي والصوفين وعلى مستويات إنسانية لا تخفى على كل دارس ومهتم بالمنطقة؟
يُذكر أن ترغة قد نالت حيزا واسعا  في كل الكتابات والبحوث والدراسات التاريخية التي شملت المغرب وشماله على وجه الخصوص، ذُكر فيها كل ما وقع بهذه الحاضرة وكل ما كان يمارس بها تلميحا أو تصريحا، ومنها أن موضع هذا الكورنيش كان مسرحا لمعارك شهيرة بين المسلمين والصليبيين، ومكانا لاجتماع واحتفال و”لمّة” ومزار الأهالي، وموقعا لأضرحة أشهر أولياء الله في العالمين العربي والإسلامي.
Exit mobile version