تعتبر المشاركة الانتخابية الموسعة للسكان بالأقاليم الجنوبية، استفتاء حقيقي يؤكد قوة مغربية الصحراء ومصداقية الحكم الذاتي.
قراءةٌ في نِسب المشاركة المرتفعة في عملية الاقتراع الثلاثية بأقاليمنا الصحراوية التي تبوّأت المراتب الأولى وطنيا، حيث فاقت 60 في المائة ، تحمل في طياتها عدة رسائل ودلالات ،تؤكد بما لا يدع مجالا لأي نقاش أو جدل،أن هذا الانخراط الكبير لساكنة الصحراء المغربية، هو تأكيد جديد، ورسالة تعبير عن مدى التشبث الدائم لمواطني الأقاليم الجنوبية بمغربيتهم، وتكريسا لولائهم الراسخ لوطنهم المغرب ولملكهم، وانخراطهم التلقائي لممارستهم حقّهم الدستوري في تدبير شؤونهم، في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية .
إن هذا الإقبال الكبير عربون الوفاء والثقة من الساكنة تجاه المؤسسات الوطنية، ودليل على مصداقية وجِدِّيَة مقترح الحكم الذاتي؛ كما أن تلك الأرقام تعكس الرغبة الجامحة من الساكنة في استكمال الأوراش الاقتصادية الكبرى المفتوحة في هذه الأقاليم، ورسالة لتشجيع وجذب الاستثمارات لجعلها قطبا تنمويا واقتصاديا بامتياز.
إن هذه المشاركة تثمين للانتصارات الدبلوماسية المحقَّقة، ومفتاح للمزيد من الدعم للقضية الوطنية العادلة عيْر فتح المزيد من القنصليات لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الصديقة؛ هذا الانخراط الإيجابي مؤشِّر على الاستقرار والرخاء اللَّذَين يعمّان المنطقة تحت السيادة المغربية و القيادة الرشيدة لعاهل البلاد.. إنها ضربة موجعة تُضاف إلى تلك الضربات التي تلقّاها الكيان الوهمي المتمثِّل في مرتزقة “البوليساريو” وجنرالات النظام العسكري الفاشل، الذين يبدعون فقط في تصريف أزماتهم الداخلية على حساب المغرب..
باختصار ،فإن هذه المشاركة المكثّفة،و الانخراط الكبير، بالأرقام و المعطيات، يؤكدان ذلك بالملموس ،وبنفس القدْر والقوّة عرّت وفَنَّدت مزاعم وأطروحة الانفصالين..
هذا هو الاستفتاء الحقيقي: الصحراء مغربية ،وستظل مغربية شاء من شاء وأبَى مَن أبى..
انتهى الكلام ..ولا عزاء للحاقدين والماكرين…