نـور24

ريان …جاء ليُذكِّرنا أننا أمّة واحدة و….رحل

 
 
بدرالدين الونسعيدي
مات ريان، رحمه الله، بعد أن أحيى كل القيم الإنسانية النبيلة ،ووحّد العالم.مات ريان الذي دخل التاريخ من بابه الواسع ولم يكتب له تخليده، لكن إسمه سيبقى خالدا على مر الزمن، لأنه استوطن القلوب والعقول. مات الملاَك وخلّف وراءه ألما كبيرا وغصَّة عالقة وقلبا منكسرا. رحل ريان مُحيِي التضامن والتآزر. مات ولم يعلم أنه فقيد العالم. رحل ولم تكتمل الفرحة، لكن قدَر الله وما شاء فعل. رحم الله الشهيد ريان وألهمنا والبشرية جمعاء الصبر والسلوان، رغم الفرحة التي لم تكتمل، لا بد من هذه الكلمة الواجبة، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله .
ريان…الشهيد
 شكرا لقائد الأمة جلالة الملك على عطفك وعنايتك البالغة، و على كل ما قام به تجاه الفقيد وأسرته. شكرا أيها الشعب والعالم على كل التضامن والمواساة. شكرا سواعد الوطن.. كل المتدخلين و المساهمين والمتعاونين في عملية الإنقاذ. شكرا لكم على مجهوداتكم التي تُرفع لها القبَّعة عاليا. شكرا “عمِّي علي” البطل، وسائقي الجرّافات والآليات، على تضحياتكم الجسام. شكرا نساء القرية على الجود والكرم. شكرا سكان القرية، شِيباً وشبابا، على الدعم والمساندة. شكرا لأطفال المغرب والعالم على التضامن والتعاطف. شكرا لجميع المنابر الإعلامية الوطنية والعالمية على التغطية الإعلامية المتواصلة والمتضامنة. شكرا للمجتمع المدني،وللسلطات المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية، العسكرية منها والمدنية والصحية، على تجنّدها وسهرها لإنقاذ ريان . ونتمنى أن تكون مأساة ريان فاتحة خير ليَعُمّ السلام العالم.
استوقفني هذا الحادث الأليم عند كلام ذلك الطفل السوري حين قال: “سأخبر الله بكل شيء”؛ ربما أخبره الشهيد ريان و ما خلّفه من تضامن وتعاطف عالمي، ومن إحياء للقيم الإنسانية النبيلة؛ ربما سيخبر الله بأن العالم لا يزال بخير والبشرية لا تزال تنبض بالخير ،وهم في حاجة لرحمتك التي وسِعت كل شيء.
وداعا يا من جعلت المغرب قِبلةً لأنظار العالم. وداعا ريان وحَّدْت المغاربة بعد أن ظن الجميع أن كرة القدم هي التي تُوَحِّد الشعب، بل تستنزف مالية هذا الشعب الذي رغم كل الظروف تجده مخلصا للوطن ..لحمةً واحدة. هذا الشعب الذي يجب أن تُسَخَّر له كل الإمكانيات لإنقاذه  من الفقر والتهميش والبطالة وغلاء الأسعار …لأنه شعب وفيٌّ، يستحق كل خير..
هنيئا لنا بملك عظيم لشعب عظيم.
Exit mobile version