اسماعيل هموني
حين تأتيك الحياة كحبات عنقود مجتمعة؛ هل تكترث بازدحام
الحبات وأنت تلتهمها أم تزداد ازدحاما بالوقت ولا تلوي على شيء؟
أنا والحبات لسنا سوى تمظهرات للحياة نفسها ؛ للحبات إغواء
يحرض الاقتراب من سغب دفين ؛ وتلك حقيقة لا تبطلها تقوى
مزعومة. ولي ؛ على وجه الإطلاق؛ حقيقة متوترة لا تخفي جنونها
بالحياة حتى وإن تمنعت الحياة عن الحياة.
لا فوضى بيننا؛
الحبات مثيرة كالحب الفاتن ؛ لا تفسير لأثرها على العقل والخيال.
ليس الاشتهاء وحده عمادها القويم ؛ بل أنها تحررك من الفقد ؛
والمستحيل ؛وتفتح لك أفق المتاح من الحياة.
ولي خيالي الذي ينزع بي إلى حرية مطلقة ؛ فيه أرصد جموحي
على خارطة التقوى ؛ وأهش على رغائبي بصيرورة الوقت في
قلبي .
أنا حبة من الحبات ؛ والحبات أناي التي تحتوي الشيء ونقيضه.
للحبات سحرها الذي ينزع إلى كسر كل سبل المقاومة والتمنع؛
ولي منطقي الذاتي الذي يقود أحاديته من كينونة ممتلئة بحقيقة
نسبية لا تخشى مطلق الحقائق أبدا.
يقول أحد العميان المبصرين (المعري):
ما دان الفتى بحمى ولكن
يعلمه التدين أقربوه.