عبدالإله الوزاني التهامي ـ نور24
عبثا يتم تزيين القبيح، وتزكية الرديء، وإظهار الواقع عكس حقيقته، في مجالس إقليم شفشاون، الإقليم الذي يُعرف بإقليم الانتحار،حيث تُقتل في إقليمنا، على مدار اليوم والأسبوع والشهر والعام، آمال الساكنة في العيش الكريم، وآمال المجال في تنمية بنيوية شاملة، من طرف مَن تم فرضهم فرضا ضد الإرادة الشعبية.
هكذا ،تم وأْدُ أمل الطلبة في إنجاز نواة جامعية، ووأْدُ أمل الساكنة في إنشاء وحدة صناعية تمتص البطالة، ووأْد أمل الفلاحين في جلب أوراش فلاحية منتجة ، ووأْدُ أمل الصيادين التقليديين في تحسين وضعهم المادي، ووأد أمل المنقطعين عن التمدرس في تأسيس مراكز للتكوين المهني بجماعاتهم القروية، ووأد أمل مئات الفتيان والشباب في تشييد مرافق رياضية وثقافية …
أصبح إقليم شفشاون بمثابة مسرح لتمثيليات بهلوانية “رسمية”، لا يلقي لها المواطن بالاً ولا يُعيرُها اهتماما، لِوَعيه بتفاهتها وعدميتها؛ مسرحية هي شهادة ضد من اسْتَحلوا الركوب على ظهر مصالح البلاد والعباد، سيطَّلِع عليها الأجيال، وسيعتبرونها وصمة عار في جبين من ترَبَّعوا على كراسي المسؤولية بالإقليم والجماعات الترابية،ووَصْمة عار في جبينهم..
بالنظر للمشاريع المتحَدَّث عنها، الموصوفة ب”الكبرى”، فإنه كان بإمكان إقليم شفشاون أن يكون شبه جنة على الأرض، فمَن يسائل المسؤولين عن هذه المشاريع، وكيف تم إنجازها، والجودة التي تم اعتمادها، والميزانيات الضخمة التي رُصدت لها ؟؟؟!!!.
من المسؤول، إذن، عمّا يجري بإقليم شفشاون ؟؟!!
أما عن النتائج والثمار التي قُطفت من تلك المشاريع، والفئات الاجتماعية التي من المفترض أنها استفادت منها، فالجواب لا شيء، بدليل واقع المواطنين الملموس بتراب جماعات الإقليم.
نعرف أن لا شيء تغيّر نحو الأعلى، غير أرصدة المسؤولين، من برلمانيين ورؤساء جماعات وبعض المنتخَبين، وبعضُ من له سلطة ما على هؤلاء، وما عداهم فإن مستوى عيشهم لا يزداد إلا تدَنِّياً، وما معدّلات الهجرة والانتحار وتعاطي المخدرات والبطالة والتّسَكُّع والضياع، إلا الدليل الأوضح لكل ذي عين بصيرة وعقل رشيد.