نـور24

إحباط مؤامرة لإسقاط الحكم في باماكو واعتقال ضباط بارزين وجاسوس فرنسي

أعلنت السلطات الانتقالية في مالي اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025 إحباط محاولة انقلاب عسكري خطيرة يقودها ضباط بارزون بدعم مباشر من مواطن فرنسي يُدعى يان فيزيلييه، يشتبه في كونه جاسوسًا يعمل لصالح الاستخبارات الفرنسية. هذا التطور ليس معزولًا عن سياق تاريخي طويل من تدخلات باريس في الشؤون الداخلية لمالي ودول الساحل، إذ أكدت الحكومة أن المؤامرة الأخيرة بدأت منذ مطلع أغسطس بهدف ضرب مؤسسات الجمهورية وتقويض سيادة الدولة، مشددة على أن الوضع تحت السيطرة التامة وأن التحقيقات ستكشف جميع الخيوط المتورطة.

مصادر مطلعة كشفت أن عدد المعتقلين تجاوز خمسين شخصًا، من بينهم الجنرال عباس ديمبلي والجنرال نيما ساغارا، اللذان عملا على تنسيق التحركات الانقلابية بالتعاون مع فيزيلييه. وتشير المعطيات إلى أن فرنسا لم تتوقف يومًا عن محاولات العبث بأمن مالي، إذ سبق أن وُجهت أصابع الاتهام إليها في محاولات انقلابية سابقة كان هدفها تعطيل أي مسار وطني مستقل وإبقاء البلاد تحت الهيمنة الفرنسية بعد طرد قواتها وتحالف باماكو مع شركاء جدد مثل روسيا ومجموعة “فاغنر”.

هذا المخطط الفاشل يفضح الوجه الحقيقي للمستعمر الفرنسي الذي لم يتقبل خسارة مصالحه في الساحل الأفريقي وما زال يستخدم أساليبه الاستعمارية القديمة لإشعال الفوضى والانقلابات. ويعد اعتقال جاسوس فرنسي متورط في التخطيط للانقلاب رسالة واضحة بأن باماكو لن تسمح لأي جهة خارجية، وخاصة باريس، بفرض وصايتها مجددًا على القرار السيادي للبلاد، وأن عهد التدخلات الاستعمارية الفرنسية يقترب من نهايته في مالي والمنطقة بأسرها.

Exit mobile version