نـور24

عيد الشباب رؤية متجددة لمشاريع الجيل الجديد


تحرير: د.نبيل بلعطار

يشكل عيد الشباب مناسبة غالية على قلوب المغاربة، لما يحمله من دلالات عميقة في ترسيخ مفهوم الارتباط بين الشعب وجلالة الملك، وتجسيد التلاحم المبني على البيعة ورمزيتها. وهو عيد يكرّم الشباب كافة، باعتبارهم حجر الزاوية وأساس جميع الأوراش الكبرى التي تعرفها بلادنا، مما يعكس عناية جلالته بالشباب وتشريفه لهم.

إن عيد الشباب ملحمة مستمرة تقوي العهد بين جلالة الملك والشباب، الذي يمثل مستقبل المغرب، والمنخرط في مسار الإصلاح والتنمية الترابية وفق مقاربات فاعلة ووازنة، ومدعومة برؤية متبصرة وحكمة عالية، وهندسة مجالية مبدعها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

وقد شكّل خطاب جلالة الملك بمناسبة عيد العرش المجيد خارطة طريق جديدة لشبابنا، حيث دعا إلى إنجاز مشاريع ذات أولويات هادفة في مجالات الشغل، والتعليم، والتربية، والانتقال من المقاربة الاجتماعية التقليدية الكلاسيكية، إلى مقاربة مندمجة تقوم على اختيار المشاريع وفق حاجيات كل منطقة، وتنفيذها ضمن آجال محددة، مع تحسين المجال العمراني بخصوصيات جديدة. كما أكد على ضرورة إشراك الشباب في التشخيص، وتحديد الأولويات، وصياغة الأهداف، عبر الاستثمار المحلي الذي يحمل دلالات ميكرو-اقتصادية لإنعاش المناطق، وفتح آفاق جديدة أمام شبابها بمبادرات متنوعة، مع رفع جودة الخدمات والمرافق، وتحفيز النشاط الاقتصادي، وتعزيز المشاركة الفاعلة لجميع الفاعلين المحليين في مسلسل التنمية، في إطار حكامة مجالية متوازنة.

وفي هذا السياق، يمكن استحضار ما ذهب إليه عالم الاجتماع الفرنسي روجيه باستيد، الذي يرى أن التنمية الحقيقية تقوم على التغيرات الاقتصادية، التي تفرز بالضرورة تحولات في البنية الاجتماعية، وما يتبعها من تغير في العقليات.

ومن خلال هذه المعطيات، يظهر أننا أمام جيل جديد من المشاريع التنموية ذات البعد المندمج، والدعم الاجتماعي، والهندسة الحديثة، بما يتيح تجاوز الإكراهات التي تعيق التشغيل وتحريك الدورة الاقتصادية، مع ضمان انخراط الشباب في المنظومة برؤية استباقية وتشاركية، وبدافع وطني وروحي يستحضر تاريخ المملكة المغربية في مواجهة التحديات الدولية والوطنية، وتدبير القضايا الكبرى بحكمة، والتأسيس لكل مرحلة وفق نظرية الاستراتيجيات الملائمة للسياق الوطني والدولي.

وهكذا، فإن المغرب ينمو، يتطور، ينهض، ينجز ويحقق في صمت وتدبير محكم، بفضل القيادة الرشيدة، والرؤية المتبصرة لأمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه.

نبيل بلعطار

دكتور في علم الاجتماع السياسي

وباحث في القانون العام و الخاص

Exit mobile version