نـور24

تقسیم فلسطین…بین شعب الله المختار وشعب الله المحتار

A Palestinian demonstrator holds an anti-U.S. President Donald Trump sign during a rally marking the 71st anniversary of the 'Nakba', or catastrophe, when hundreds of thousands fled or were forced from their homes in the war surrounding Israel's independence in 1948, in Ramallah in the Israeli-occupied West Bank May 15, 2019. REUTERS/Mohamad Torokman

محمد سعد عبد اللطیف(*)

  إنها الذكرى الـ72 للقرار الأممي بتقسيم فلسطين إلى دولتين  “يهودية وعربية”، ذكرى تصادف اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أُقر عام 1977.


فی نفس الیوم تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ، في “قراريها الصادرين يومي 2 ديسمبر 1977، و12 ديسمبر 1979م “؛ وتم اختيار هذا اليوم  لتزامنه مع قرار التقسيم.

تأتي المناسبتان مع مناسبة “یوم الجمعة السوداء” فی الغرب ، و”الجمعة البیضاء للعرب  للتسوق”، ولسنا بصدد ذلك،  في ظل الأوضاع الصعبة التی تمر بها الأمة العربیة والإسلامیة.

مع سقوط فلسطین، واعلان القدس عاصمة الکیان،  وضم المستوطنات ، وإعلان یهودیة الدولة  والقومیة ؛ ومع الاحتفال بیوم التضامن مع الشعب الفلسطیني ،مازال أهلنا فی فلسطین یرزخون تحت الإحتلال أو یعیشون فی دول الشتات.

بعد الحرب العالمیة الثانیة ، أصدرت الأمم المتحدة قرار رقم 181 ،يوم 29 نوفمبر 1947م ،  وعُرف  باسم قرار “التقسيم” ، حيث وافقت عليه 33 دولة، وعارضته 13 دولة ، فيما امتنعت نحو 10 دول عن قرار  التصويت .

خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الانتداب البريطاني وتقسيم الأراضي الفلسطينية  إلى 3 كيانات جديدة،

وفیما یلي، أهم ما جاء فی قرار  التقسيم:

أولاً: إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين.
ثانیاً:  تقسيم  الأراضي الفلسطینية إلی  ثلاثة أجزاء: القسم الأول تقام عليه دولة عربية “تبلغ مساحتها حوالي 4 آلاف و300 ميل مربع أی بنسبة 43/5 % من فلسطین ،  وهذة  المناطق  تقع على منطقة الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوبا حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر”. ونص القرار علی إقامة “دولة یهودیة” تقع على السهل الساحلي من حيفا إلى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي، بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل وصحراء النقب. وتبلغ مساحتها 5 آلاف و700 ميل مربع،  تمثل حوالي 56/5% من مساحة فلسطین.

وجاء فی قرار التقسیم فی الجزء الثالث مایلي:
القدس ومدينة بيت لحم والأراضي المجاورة لهما تحت الوصاية الدولية، فی حین، تم الاعتراف، العام الماضی 2018،بالقدس عاصمة لإسراٸیل ، وتم ضم المستوطنات فی المناطق العربیة الی إسراٸیل من قبل الولایات المتحدة _ التی مازال العرب یعولون  علیها راعية لعملیة السلام، وصاحبة مبادرة ما یسمي “صفقة القرن” ۔

فی عام 1947م ، کانت نسبةا السکان الیهود لا تتجاوز 30%  في فلسطين ، والعرب أکثر من 67% یمتلکون معظم الأراضي الفلسطینیة التاریخیة. رغم ذلك، استطاعت إسراٸیل أن تسیطر علی معظم هذه الأراضي عقب نکبة 1948 م؛ وقد وقع أکثر من ثلاثة أرباع فلسطین تحت الإحتلال؛ والباقی تحت (الإدارة المصریة) من قطاع غزة والضفة الغربیة( تحت الإدارة الأردنیة) .
مع الأحداث التی وقعت قبل 5 یونیو عام  1967 علی الجبهه السوریة، وموقف مصر منها بإغلاق المضایق في جزیرتي (تیران وصنافیر) ، طلبت القاهرةر سحب القوات الدولیة من شرم الشیخ.
وعادت إسرائيل  بعدوانها  في الخامس من  يونيو 1967م ، واحتلت الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة مع شبه جزيرة سيناء، ومرتفعات الجولان السورية حتی حدود لبنان الجنوبیة.
ورغم صدور قرار من مجلس الأمن فی شهر نوفمبر من نفس العام، يطالب إسراٸیل بالانسحاب من الأراضي التی احتلتها وحمل رقم “242 “، ضربت هذه الأخيرة کل القرارت عرض الحاٸط، ولا تزال (إسرائيل) ترفض تنفیذه أو التفاوض حوله رغم مرور أکثر من نصف قرن علی القرار.
بعد اجتیاح ” العراق  للکویت” ، واستهداف اسرائيل بصواریخ علی” تل أبیب” من بغداد اضطرت معها الی الجلوس في مفاوضات مدرید. وفی عام 1993م ، تم توقيع ” اتفاقية أوسلو” بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وخضعت بعض المناطق في الأراضي الفلسطينية لحكم ذاتي  فی الضفة وقطاع غزة تحت سيطرة “السلطة الوطنية الفلسطینیة “. ونصت هذه الاتفاقية على إقامة دولة فلسطينية، والدخول فی مفاوضات الحل الشامل بالنسبة لعودة اللآجٸین  بنهاية عام 1999.
وبعد اغتيال إسحاق  رابین، رفض من جاء بعده ، من  الائتلاف الحاكم في إسرائيل، المبدأ الذي قامت عليه عملية السلام، التي تنص على إقامة دولتين متجاورتين. وأُعلن عن ضم القدس والجولان  والمستوطنات أرضا یهودیة رغم عدم الاعتراف الدولي ببناء المستوطنات علی أراضي عام 1967. ومازالت إسراٸیل تتحدي المجتمع الدولي وتقیم المستوطنات، وتنزع الأراضی الزراعیة فی الضفة الغربیة على مرأى ومسمع الأمم المتحدة. ومع إرهاصات صفقة القرن والخذلان العربي والدولي لم یتبق من فلسطین التاریخیة سوى 15% رغم السیطرة الأمنیه والمدنیه علی معظم الضفة الغربیة، والسجن الکبیر  بلاقضبان ” براً وبحراً وجواً”  لقطاع غزة ، حيث یعیش الشعب الفلسطیني ، جراء ذلك، مأساة قرار التقسیم والاعتراف وزرع کیان داخل الجسد العربی.. ولا عزاء فی أمة عربیة تعیش اللحظات الأخیرة من عصور الاضمحلال.

..ننتظر فی بیان عاجل من الأمم المتحدة بعد الاحتفال الذی سوف یمتد حتى یوم  6  من ینایر 2020 لعقد جلسة طارٸة لمجلس الأمن يعلنون فيها “وفاة العرب”!

(*) کاتب وباحث فی الجغرافیا السیاسیه

Exit mobile version