متى يسقط تاج الفيروس التاجي..؟؟
حمادي الغاري
فيروس كورونا ..أو “الفيروس التاجي“ ، أو “كوفيد ـ 19”..أو ما شئتَ من الأسماء والمسميات؛ ما هي إلا أسماء سمُّوها هم ومُحتضنوهم، ومُستشْهِرُوهم، والمنتفعون..والتابعون لهم بِمالٍ ومنفعة أو مصلحة..
جوائح أو جائحات عديدة مرت على الإنسانية ؛ منها ما ذُكِر ومنها ما لم يُذْكر؛ منها ما جاء في الكتب السماوية كعقاب للطغاة والمتكبرين المستكبرين الذين عَثَوا في الأرض فسادا ؛ ومنها آيات بيِنات لعلّهم يتذكرون .. ومنها ما جاء، كتذْكِرة، في روايات وأعمال سينمائية ..عسى أن يستفيق الإنسان من غفلته و يتخلّى عن جبروته.
نتذكّر فقط ما سمعناه عن آبائنا كجائحة الطاعون الأسود، وعام الجوع الذي اشتُهِر باسم “عام الْبُون” الذي كان يُعْطَى فيه للمواطن المغلوب ورقة (بُون) تحمل رقما أو اسما لكي يستفيد من خنشة دقيق وزيت وسكر..إلى جائحات القرن العشرين المتعددة الجنسيات: فيروس إيبولا ،أنفلوانزا الطيور، الجمرة الخبيثة، جنون البقر، إلى فيروس كورونا (أو الفيروس التاجي)، بدون نسيان جائحات احتلال فلسطين، والحربين العالميتين الأولى والثانية، وما تلاهما من حروب كبيرة وصغيرة ، ما ظهر منها وما خفي ،في مختلف بقاع العالم،ما زلنا نعيش على إيقاعها ، عبر وسائل الاتصال الحديثة؛ ناهيك عن الحروب المبَطّنة،الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية والإعلامية والثقافية وحتى الرياضية..وما خفي أعظم.
كلها جوائح وحروب عاشها الأولُون بما أتاهم الله من صبر واحتساب، ويعيشها الآخِرون اليوم ، بالرغم عنهم، صابرين بالرغم عنهم، لأنها مفروضة عليهم. أوَ ليس هذه “الكورونا” (المتَوَّجَة) مفروضة فرضاً على الإنسانية؟ أوَ ليس القوى العظمى، اليوم، القوية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا ..والقوية أيضا بجبروتها وطغيانها واستعلائها واستكبارها، تفرض على غيرها ما تشاء وقت ما تشاء ؟؟ وهذه الأمريكا وروسيا والصين وألمانيا وفرنسا… تفرض اختياراتها وسياساتها، وحتى نظرتها ونظريتها وذوقها، فرضا على عباد الله في أرض الله؛ كل قوة تختار أسلوبها ومخططها و…مؤامرتها على العالمين..ليس في الطغاة أملس.
أما حكاية غاز السيرين الأمريكي، وإرسال واشنطن عشرات من جنودها ـ الذين كانوا يحملون الفيروس من أفغانستان … ـ للمشاركة في استعراض عسكري بمدينة “يُوهان” الصينية ، التي ستصبح بين عشية وضحاها بؤْرة انطلاق بُعْبُع “فيروس كورونا” إلى بقية العالم، وموت أولئك الجنود عقب عودتهم من الصين بعد أن نشروا العَدْوى فيها..؛ ثم حكاية الاتفاقية بين واشنطن و”طالبان”..؛ ثم حكاية الطبيب الصيني الشاب الذي اكتشف الفيروس وإذاعة خبره ، واعتقاله من طرف السلطات الصينية،ثم …وفاته بعد ذلك…وقيل أنه مات بالفيروس المذكور…
سبحان الله، حكايات متتابعة، متوالية، متسلسلة، مُحْكَمة الإعداد والإخراج والنشر…حكايات غريبة عجيبة مثل غرابة جائحة “فيروس كورونا” ؟
هكذا يُصبح “الفيروس التّاجي” “بُوعُّو” يُخيفوننا به، مع أنه يبقى أقل خطورة من الفيروسات التي عرفها العالم خلال السنوات الماضية ؛ وهناك آلاف المرضى شفوا منه تماما من دون أدوية بفضل جهاز المناعة الطبيعية ..ولا مخاوف لحد الآن منه ما لم تدخل عليه طفرات جينية كما قال الدكتور يحيى مكي عبد المؤمن ، رئيس قسم الفيروسات التنفسية والسرطانية في المعهد الطبي الفرنسي، التابع للمستشفى الجامعي كلود برنار بمدينة ليون ؛ ودليله في ذلك أن نسبة وفيات فيروس كورونا المستجد “كوفيد ـ 19” تتراوح ما بين 3 و5 %.
ويضيف البروفيسور يحيى مكي: في الصين ،مثلا، لم يتجاوز عدد الوفيات 2990 شخصا ،بينما الأنفلونزا العادية تقتل ما بين 300 ألف إلى 700 ألف شخص سنويا؛ وتصيب نحو 50 مليون شخص كل سنة حول العالم، حسب تقارير منظمة الصحة العالمية (كما جاء في حوار معه نشره الموقع الإلكتروني ل”الجزيرة”، يوم 07 مارس 2020.
لقد تعوّدت القوى الكبرى المستكبرة، وتعوّدنا أيضا، خلال حملاتها الاستعمارية في أفريقيا والعالم العربي، والشرق الأقصى، على أغرب الأكاذيب.. ومن أفظعها غرابة كذبة أسلحة الدمار الشامل التي استعملتها فرنسا وأمريكا في فيتنام والجزائر والعراق وسوريا واليمن وليبيا.. وقبلهم الاتحاد السوفياتي في أفغانستان ؛ وقبلهم الصين في اليابان …و”ما زال العاطي يعطي”؟
بأيّ ذنب تُقتل وتُباد شعوب وإثنيات سواء بالأسلحة أو الفيروسات؟ بأيّ جُرم يُفرض على دول وأمم حصار لا قِبَل لهم به؟ كيف تبرر هذه الدولة أو تلك من الدول القاهرة، المستعلية، جرائمها؟ كيف تسمح لنفسها بتنكيل وتشريد آلاف وملايين الناس الذين يجدون أنفسهم، في رمشة عين، منكوبين لاجئين ومشردّين تائهين..؟
لا سؤال اليوم لدى عباد الله، في أرض الله، سوى: متى يسقط تاج “الفيروس التاجي” الذي يجتاح ويحكُم ويسُود العالم؟ هذا العالم الذي اتّحدت شعوبه وأجْمعت على تسميته، من دون عقد مؤتمرات، ولا المصادقة على توصيات، ولا إصدار بيانات وبلاغات… بالجائحة. ..الجائحة التي….صنعها الإنسان وليس غيره.