تربويةثقافيةقضايا وحوادثوطنية

اختتام الدورة 15 للملتقى العالمي للتصوف في أجواء روحية بأرض المغرب بلد الأولياء

نور24ـ أيوب الهداجي
أُسدل الستار مساء أمس الخميس 19 ربيع الأول 1442هـ الموافق 5 نونبر 2020، على فعاليات الدورة الخامسة عشر للملتقى العالمي للتصوف، الذي عقدته الطريقة القادرية البودشيشية ، بشراكة مع مؤسسة الملتقى والمركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، في إطار الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، تحت شعار “التصوف وتدبير الأزمات: دور البعد الأخلاقي والروحي في الحكامة الناجعة”.
 بالمناسبة ،دعا الدكتور منير القادري في كلمته في الجلسة الختامية، إلى بناء مجتمع إنساني تسوده المحبة والتعاون والاحترام، وأوضح أن الهدف من طرح موضوع هذه السنة هو تجلية الأزمات التي يعانيها المجتمع الإنساني اليوم، التي تعود إلى أزمة قيم وسلوك، وإبراز ما يمكن أن يقدمه التصوف في تدبير أزماتنا المعاصرة، من خلال حكامة قيمية فاعلة، وبثّ خطاب ديني متنوّر يتناسب وسماحة الإسلام وكونيته، مع تسليط الضوء على النموذج المغربي، المعروف بتميزه وإشعاعه، وفعاليته في تدبير كثير من الملمات التي عرفها التاريخ المغربي والإنساني، وما زال على هذا النهج، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس،  مع الإلحاح على نشر القيم الإسلامية الأصيلة التي أسس من خلالها النبي صلى الله عليه وسلم لقيم الحوار والتعايش واحترام الغير والمشترك الإنساني.
وألقى الدكتور رياض بازو من لبنان، كلمة باسم العلماء والباحثين المشاركين من خارج المغرب، في هذه الدورة للملتقى العالمي للتصوف، جدد من خلالها التهنئة بعيد المولد الى المسلمين والى المغاربة ملكا وشعبا، وأوضح أنه إذا كان المشرق بلد الأنبياء، فان المغرب بلد الأولياء، مذكرا بالدور الفعال الذي قام به الشيخ الراحل سيدي حمزة القادري في خدمة التصوف، ويقوم به مدير الملتقى الدكتور منير القادري لإنجاح فعاليات هذا الملتقى، وكل العاملين على تنظيم دورة هذه السنة رغم الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم اجمع.
وقدم الدكتور عبد الرزاق تورابي، قراءة التقرير التركيبي لأشغال الملتقى العالمي للتصوف، ولمختلف جلساته، مذكرا بمحاورها وبموضوعاتها ، وما أسفرت عنه من توصيات أشادت بنجاح الدورة الخامسة عشر، نجاحا فاق كل التوقعات، وتغلّب على ظروف الأزمة وإكراهاتها..ومن أهم التوصيات تثمين المبادرة الريادية للطريقة القادرية البودشيشية والمؤسسة التي أشرفت على تنظيم هذا الملتقى العالمي للتصوف، كأكبر تظاهرة علمية افتراضية في العالم، تحظى بالرعاية السامية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتعمل بجد على إبراز رسالة التصوف كمكوّن هوي، وثابت ديني ودور النماذج الصوفية العملية في مواكبة العصر والتفاعل مع السياقات المعاصرة وتدبير الأزمات، من خلال حكامة فاعلة مؤسسة على مرجعية للقيم الأخلاقية، تبدأ بإصلاح الفرد وصولا إلى إصلاح المجتمع؛ إدراج المضامين التربوية الصوفية العملية ضمن المقررات الدراسية، يشرف عليها متخصصون في التصوف ، وتشمل تدريس الأدوار التربوية للزوايا ورجالاتها في تدبير الأزمات؛ دعوة الجاليات الإسلامية بالخارج إلى الالتزام بقوانين البلدان المضيفة ،والتحلي بقيم الرحمة والمحبة والسلام والتعايش والاحترام، وعدم الانسياق أمام الحملات العدائية التي تصطنعها شرذمة قليلة من المتعصبين، وتجنب خطابات التطرف والعداء حتى يكونوا خير سفراء لأوطانهم وأفضل ممثلين لقيم دينهم وأخلاقهم؛ الحاجة إلى نموذج تنموي جديد من منظور صوفي أخلاقي، يكون بديلا عن النظام الرأسمالي الذي خلف أزمات متعددة المعالم: اقتصادية، مالية، سياسية، اجتماعية ودينية، ويقوم هذا النموذج الجديد على ثلاث رافعات هي : رافعة تغيير سلوك الفرد في خدمة الآخرين، ورافعة تغيير الاقتصاد وجعله في خدمة الإنسان، ورافعة جعل الدولة في خدمة المواطنين؛ العمل على بلورة ميثاق عالمي لحقوق الإنسان والحقوق الروحية، نظرا للتكريم الإلهي للإنسان بنفخ الروح فيه وأخذ الميثاق عليه ثم تشريفه بأمانة الاستخلاف من خلال أعمال أكاديمية ومراكز البحث والتكوين؛ والتشديد على دور الإعلام في تبليغ رسالة التصوف ومجهودات الطريقة القادرية البودشيشية وأنشطتها المتنوعة لدرء مخاطر الجائحة من خلال قيامها بحملات تحسيسية، في تعبير راسخ عن مواطنة مسؤولة ومثالية ، واندماج فعلي في المجتمع ، والتزام بالثوابت الدينية للمملكة المغربية تحت التوجيهات السديدة لأمير المؤمنين محمد السادس .
وكان حتام اللقاء مِسْكٌ، يتمثل في برقية ولاء للسدة العالية بالله، تلاها مدير الملتقى العالمي للتصوف، الدكتور منير القادري بودشيش، متمنيا لأمير المؤمنين بمناسبة ذكرى عيد المولد النبوي الشريف وذكرى المسيرة الخضراء دوام الصحة والعافية والتوفيق في خطواته الراشدة .

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button