لا تنس اليد التي كانت وراء نجاحاتك!
لوحة اليدين للرسام الألماني ألبرخت دورير (Albercht Durer )
نبيلة علوشا ـ إسبانيا
رسام القرن 15 لوحته كانت رسالة قوية توقظ فينا المواجع والالام كلما ذخلت اي متحف من متاحف العالم ونظرت اليها .صحيح ان للفنان ارث فني كبير بين الرسم والتماثيل ولكن بقاء هذه بالذات مستمرا منذ 1805 دليل على ان عمقها الفكري والفلسفي ذا دلالات مميزة ، يجعلنا نطرح سؤالا جوهريا الى اين تسير الاخوة ؟؟ وما دواعي تغييرها بين الامس واليوم ؟
*******
استفاقت اسرة البرت دورير ذات يوم على ان ابنائها الثمانية عشر كبروا وان اثنين منهما عليهما ان يذخلا الجامعة وان ينتقلا من قريتهما الى منطقة قريبة لهم بنورمبرج الاوربية .ولان الاب تعب من كدح السنين في البحث عن لقمة خبز لهم لكنه يصبح اكثر عجزا لتوفير مصاريف الجامعة للاثنين .
كان الاثنين متفوقين في الرسم لكن الاب لم بعد يهمه التفوق اكثر ما يهمه المصاريف وامام الحاح الابنين على رغبتهما للدراسة وبعد جدال ونقاس دام لايام وافق الاب على ذخول احدهما الجامعة دون الاخر ولكن من سيضحي منهما من اجل الاخر ؟؟؟
*******
وضعوا قرعة بينهما فايهما نجح في القرعة ذخل الجامعة ومن لم ينجح عليه ان يعمل غي المناجم اربعة سنوات لتغطية مصاريف اخيه .وحبن يتخرج يعمل هو ايضا ليغطي مصاريف اخيه الاخر اللذي سيبدا مسيرته الجامعية بعد اربع سنوات .
فاز البرت دورير Alberth Durer وذخل الجامعة ودرس اربعة سنوات وبقي اخوه يعمل في المناجم في ظروف صعبة لتغطية مصاريفه .بعد انتهاء مدة الدراسة اصبح رساما لامعا باع الكثير من الالواح والتماثيل في عامه الجامعي الاخير و جنى اموالا جيدة . عاد لقريته وسط حفل خاص بطفوس اهل القرن 15 ثم توجه شاكرا لاخيه واخبره انه قد حان دوره للدراسة في الجامعة’ لكن اخاه رفض ذلك لان يديه لن تقوى على حمل الريشة فقد تكسرت عظام بعض اصابعه وغذت يديه خشنتين مشوهتين من كثرة الانهاك والظلم في عمل المناجم .فاقترب اليه ليرى يدبه فحزن لما راى ووعد نفسه برسم اليدين اللتي ضحت من اجله .وبالفعل فكانت ارقى لوحة على المستوى الفني العالمي لما تمثله من صدق مشاعر الاخوة .
*******
كان اعتقادي وانا ارى صورة تلك اللوحة ان الاهتمام بها والتركيز على مغزاها فقط للغرب ربما لانهم فقدوا الجانب الاكبر من معاني الاخوة ولكنني اومن الان ان مجتمعاتنا تنحدر نفس المنحنى. هنا نتسائل عن اسباب ذلك ؟؟؟؟ان الامر لا يتعلق بالقول ان بين اخوة اليوم مصالح ضيقة ومنافع مؤقتة وشوائب مكدرة جعلت المودة والبساطة والمحبة تتلاشى يوما بعد يوم .وان اردنا ان نبحث في التكامل لا التاكل فاكيد سترجع بنا كل المعطيات الى الطفولة والتربية اللتي خلدت في اذهاننا من فرط تمييز الوالدين بين الاشقاء بين ذكيهم وبليدهم وتمييزهم في العطايا بل حتى في القبلات والمدح والثناء مما ولد بغضا وحسدا بينهم وارتوى كل يوم من نفس المنبع يوما عن يوم وصار لصيقا بهم في نظرتهم لبعضهم البعض …نظرة احدهم بالذل والمهانة امام اخيه نقابل نظرة الاخر نظرة عز وشهامة وبطولة وهو ما عبر عنه القران الكريم بوضوح في قصة يوسف عليه السلام .
ولعلنا لو عقلنا جيدا ان العدل بين الاشقاء والحب بينهم كفيل ان يزيل الشقاق سنجد الافا من امثال اخ البرت دورير وسنجد اخا ينفق على اخيه الاصغر حتى يتخرج من الجامعة وسنجد اخا يعين اخاه ليتزوج ووووو.. ولن نجد من يختصمون على الارث ومن هم قاطعي رحم لسنوات ومنهم من يلتقون في منزل والديهم ولا يتحدثون مع بعضهم واللائحة تطول …..اخوك سندك فعلا.
هنا تستوقفني قصة العباس اخ علي ابن ابي طالب يوم استشهاده في معركة كربلاء واخوه واقفا يرثيه قائلا:(اخي : الان انكسر ظهرك و قلت حيلتي وشمت بي الاعداء ).
الى كل من استوعب لوحة اليدين وانهي قرائتها لا تنسى اليد اللتي ضحت من اجلك سواء كانت يد اخوك او والداك …لا تنسى اليد اللتي كان همها راحتك ….لا تنسى كل يد حانية كانت وراء نجاحك ..
.
مقال رائع بليغ المعنى عميق الرسالة
بوركتم