أكاديمية المملكة: ندوة من أجل إنشاء دار تاريخ المغرب

نور24
تم،أمس الأربعاء 24 فبراير 2021 بالرباط، تقديم كتاب جماعي لأكاديمية المملكة المغربية، بعنوان “من أجل دار تاريخ المغرب”، يهدف إلى إنشاء مؤسسة للتعريف بتاريخ المغرب العريق. ويتضمن هذا العمل حوالي ثلاثين مساهمة علمية لمؤرخين وباحثين في مجال العلوم الإنسانية، من المغرب والسنغال وأمريكا وفرنسا،الذين اجتمعوا ،خلال الندوة التي عقدت في الدار البيضاء سنة 2012، بمبادرة من المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
وقال ادريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج والرئيس السابق للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن صدور هذا الكتاب يشكل لحظة هامة في تاريخ المغرب، فهو يدافع عن إحداث “دار تاريخ المغرب” تستجيب للمطالب الملحة للمجتمع المغربي في هذا المجال، لاسيما بالنسبة للأجيال الصاعدة، لمعرفة تاريخ بلادهم الممتد على مدى قرون، مضيفا أن مطلب إحداث هذه الدار يأتي أيضا لمواكبة دينامية المبادرات السياسية والمؤسساتية التي يعرفها المغرب، مثل إحداث مؤسسة أرشيف المغرب وهيئة الإنصاف والمصالحة وغيرها، وأن من شأن إحداث “دار تاريخ المغرب” أن يساهم في إغناء البحث العلمي حول تاريخ المملكة، وتمكين الأجيال المتعاقبة من معرفة المزيد عن تاريخ بلدهم العريق والكشف عن مدى تنوع مكوناته.
وأوضح محمد كنبيب، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط والمنسق العلمي للندوة حول “دار تاريخ المغرب”، أن هذا المؤلَّف الجماعي، الذي يتضمن خلاصات الندوة الدولية التي نظمتها أكاديمية المملكة حول هذا الموضوع يومي 13 و 14 أكتوبر 2012، بمشاركة باحثين مرموقين مغاربة وأجانب، يدعو إلى إنشاء مؤسسة وطنية موجهة بالأساس للأجيال الصاعدة من أجل تعريفها بتاريخ المغرب العريق وتقوية روابطها مع جذورها الوطنية، مبرزا أن إحداث هذه المؤسسة يأتي استجابة لتزايد الطلب الاجتماعي في مجال التاريخ ،بما يحتم إحداث مؤسسة كبرى يتوخى منها جعل تاريخ المملكة في متناول الجميع.
من جهته ، أكد عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، في مقدمة هذا الكتاب، أن هناك عدة أسباب تدعو إلى إنشاء مؤسسة من هذا القبيل. ففي المقام الأول، ثمة “مطلب اجتماعي ملح لمعرفة الماضي والاطلاع عليه بشكل هادئ، تماشيا مع إجراءات وتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة. وفي المقام الثاني، هناك طفرة على مستوى البحث التاريخي، مما يفسح المجال لتأسيس مثل هذه الدار الضرورية بقدر ما هي مفيدة”، موضحا أن “من شأن هذه المؤسسة أن تسهم في إبراز تاريخ المغرب المتنوع بصورة حية ومتجددة (من خلال معرض دائم ومعارض مؤقتة)، كما هو منصوص عليه في ديباجة الدستور”.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المؤلّف الجماعي ، يشمل مجموعة من العروض الأكاديمية تتناول، على الخصوص “التاريخ والتأريخ في عصر الإنترنت”؛ “التراث الديني للمغرب”؛ “المرابطون والموحدون ومسألة توحيد أقطار المغرب الإسلامي عقائديا وسياسيا”، و”النخبة المثقفة وقضايا المغرب الكبرى في النصف الأول من القرن العشرين (1912-1956)”.