بيئة وعلومجهاتصحةمجتمعية
مركز بواحمد يئِنّ من كثرة الأزبال التي توجد في مختلف الفضاءات

أزبال ..بالجملة..في كل مكان…
عبدالإله الوزاني التهامي
“نظافة المكان دليل نظافة الإنسان”. مقولة صحيحة، لكن ماذا لو أنزلنا كل إنسان في مقامه المناسب، وحمّلناه ما هو أهله من مسؤولية؟ حيث يبقى ،في جميع الأحوال، المسؤول مسؤولا بقدر أكبر من غيره، وبيده الكثير من المفاتيح والحلول ليعالج أي مشكل، ويسوِّي أي معضلة، ويُوقف أية ظاهرة مهما كان حجم خطرها، بما تسخِّره له الدولة من صلاحيات وإمكانيات.

يتعلق موضوعنا بالانتشار الواسع جدا لأكوام الأزبال في كل جهة وناحية داخلية ومحيطة بمركز بواحمد ،حيث يوجد مقر القيادة، ومقر الجماعة الترابية ،والسوق الأسبوعي، والحي المدرسي، ورموز ومعالم دينية من ضريح وجامع أعظم عتيق . أصبح مركز بواحمد، بعدما كان نموذجا في الثقافة والتحضر، حيث تعاقبت عليه حضارات مختلفة، في وضع وسخ مخيف، تشمئز من صوره النفوس، وتعافه الأذواق السليمة، وتبغضه العقول السامية، ويستفحل الخطر أكثر ويعظم لمّا نتفاجأ بأخبار صادمة مفادها قيام مسؤولين على تدبير الشأن العام المحلي، بتوجيه تهديدات، مباشرة وغير مباشرة، ضد نشطاء فضلاء من أبناء المنطقة، لا ذنب لهم سوى أنهم يكتبون دفاعا عن المنطقة بحرقة، ويعرّفون بتراثها وبمؤهلاتها في كل وسائل الإعلام الحديثة، باحترافية عالية؛ لينضاف نوع جديد من “الأوساخ/الأزبال” متمثلا في تصرفات بعض المسؤولين اتجاه أبناء المنطقة الأنقياء. من المؤكد أن أسلوب التهديد والوعيد في حق المواطنين الوطنيين، يعتبر”قذارة” يرتكبها مسؤولون بلا ضمير ضد من “ينشط ومن ينشر ومن يتطوّع”، تطوعا ذاتيا يخدم المجال والإنسان ..

لِلْعلم ، قد يتسبب ما يقوم به نشطاء من حملات منتظمة ضد “انتشار الأزبال” بكل أصنافها، في عرقلة آلة الإفساد، وفي التشويش على المفسدين أثناء ممارستهم لعمليات الفساد المتعددة الأوجه؛ وقد تكون أيضا تلك الحملات ضد انتشار “الأزبال” بمثابة عصيّ في عجلة المصالح الشخصية لِلُوبيات الفساد التي يراكم أفرادها الأموال بالصيد في الماء العكر، أي في الصيد في مجال الممنوعات والمحظورات والمحرمات والعشوائيات، على حساب المصلحة العليا للوطن والمواطنين.

وأمام الانتشار غير المتوقف للأزبال المادية ــ فضلات وبقايا البيوت ــ وأمام الصمت المحلي الرسمي على اختلالات مكشوفة تعرفها قطاعات بعينها، لا يسع أبناء المنطقة إلا تذكير المسؤولين من جديد بأن يقوموا بواجبهم على أتم وجه، قبل أن تباغثهم زيارات وجولات تفقدية ميدانية للجان إقليمية أو جهوية أو مركزية وطنية، أو لهيئات حقوقية وإعلامية ومدنية وسياسية.
إن مركز بواحمد التاريخي تحاصره الأزبال من كل جانب ــ وكذا أغلب مراكز المنطقة ــ ، فما عليكم أيها الممتطون لسيارات الدولة، والجالسون على كراسي المكاتب الإدارية، إلا أن تشمّروا على سواعد الجد، وتنزلوا إلى الميدان، و تحرّكوا الجمعيات ـ الصورية ـ التي لا توجد سوى في الملفات، ولن تجدوا منا ومن الصادقين في وطنيتهم ومن عامة المواطنين، إلا العون والسند. واتركوا فرص ممارسة “أنشطتكم وأعمالكم ومصالحكم الشخصية” إلى وقت آخر ــ وقتكم الشخصي لا وقت المواطنين ــ ، حيث يمنع ويحرم عليكم ممارستها وأنتم متقلدين لأمانة المسؤولية التي قلدتكم إياها الدولة والساكنة.
ضعوا بصمة صفاء صادقة يحيّيكم عليها الوطن، وتذكركم بها الأجيال، خيْر من أن توضع بصمات لا محل لها من التموقع بين الناس سوى “مزبلة التاريخ”.