بدر الدين الونسعيدي
في ضوء المقابلة الودية، التي جمعت المنتخب الوطني المغربي بنظيره البرازيلي، هناك بصراحة إحساس ممزوج بالفخر والغبن: تنظيم مُحكم وأجواء حماسية رائعة، وحين تشاهد تلك الصور الجميلة المعبِّرة والمؤثِّرة لجمهور عالمي، في ملعب مملوء عن آخره، من مختلف الأعمار و الأجناس،ساعات قبل الإفطار؛ وحين تعلم أن سعر التذاكر تراوح مابين 500 و1500 درهم فما فوق، لمشاهدة مباراة حبية لا غير، فذلك تعبير وتجسيد لأسمى معاني وأرقى درجات حب الوطن..
الحكومة في أحد اجتماعاتها
لكن،ياسيدي المسؤول وياحكومة الزيادة والرفع في الأسعار، هل الشعب يستحق كل هذا الغلاء الذي نخر وسحق كل الطبقات، كادحة و فقيرة و متوسطة، ولم تتبقَّ سوى تلك الطبقة التي، ربما، لا تلج الأسواق ولا تعرفها..؟؟
هل تشعر أيها المسؤول وأيتها الحكومة بما يقع ويحدث للمواطن البسيط الذي أصبح بين سندان لهيب الأسعار ومطرقة قلة الدخل وفرص الشغل، وأن هذا الشعب الوفي يستحق كل الاحترام والتقدير و الإنصاف على وطنيته الحقة التي يجب أن تُقابَل بالعيش الكريم..؟
إياك يا مسؤول أن تستغل هاته الوطنية الصادقة رغم الظروف الصعبة التي يمر منها من أسعار وبطالة… لسَنِّ وتمرير بعض القرارات اللاشعبية، والتملص من بعضها، بسبب هذا الحب والوفاء المنقطع النظير.
إن الشعب المغربي ذكي، يجعل الوطن فوق كل اعتبار، ليس غباء منه، بل استجابة منه لنداء الوطن، وما عليك يا مسؤول سوى التحلي بنفس الروح الوطنية، والعمل لإنصاف هذا الشعب الوفي، بتمكينه من حقه في العيش الكريم، وتخليصه من هذا الغلاء الفاحش الذي فاق كل الحدود و التوقعات، عبر تخفيض الأسعار فعلا لا قولا، وإنشاء فرص الشغل وزيادة في الأجور،و..و…
