منوعات

في الذكرى 104 لمعركة أنوال: ملحمة الريف الخالدة بقيادة محمد عبد الكريم الخطابي وشرارة التحرر من الاستعمار

في مثل هذا اليوم، 21 يوليوز 1921 (التي تقابل 22 إلى 9 أغسطس حسب بعض المصادر الغربية)، سطّر أحرار الريف صفحة خالدة في سجل الكرامة الوطنية بمعركة أنوال، حيث قاد الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي مقاومة لامثيل لها ضد الاستعمار الإسباني .

تفاصيل المعركة:

حاصر الخطابي نحو 3–4 آلاف مجاهد الريفيين المقاومة النظام الإسباني، وقدّموا تكتيكات حرب العصابات باقتدار، مستفيدين من التضاريس الوعرة لخوض كمائن ناجحة .

الجيش الإسباني، الذي قُدّر بـ 20 إلى 23 ألف جندي، كان منتشرًا في نقاط ضعيفة عبر الريف، مع خطوط إمداد مهترئة وحصون متناثرة تحت قيادة الجنرال مانويل فيرناندز سيلفيستر .

نتج عن ذلك هزيمة كارثية: مقتل أكثر من 13 ألف جندي إسباني (وجُرح كثيرون إضافيون) وسقوط 700 أسير، واغتنام أكثر من 200 مدفع، 20 ألف بندقية، شاحنات، تجهيزات، ملايين الذخائر .

الجنرال سيلفيستر لقي حتفه أثناء الانهيار، وهناك روايات تشير إلى انتحاره أو إصابته برصاص المجاهدين أثناء انسحاب قواته .

ما بعد المعركة:

تحوّلت معركة أنوال إلى زلزال سياسي وعسكري في إسبانيا، أدّت إلى سقوط حكومات وتغيّر نظام الحكم، بل تشكّلت بعد ذلك جمهورية الريف الإسلامية برئاسة الخطابي واستمرت المقاومة حتى 1926 .

أصبحت أنوال نموذجًا عالميًا لحرب العصابات وتحقيق النصر بوسائل محدودة، وملهمة لحركات التحرر لاحقًا مثل ماو تسي‑تونغ وتشّي غيفارا .

المعركة ليست مجرد فصل في تاريخ المغرب، بل رمز للعزيمة والإيمان بالقضية. المجد والخلود للشهداء، والذكرى تبقى شعلة تُلهم الأجيال بشموخ المقاومين في وجه الظلم.

 

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button