هناء مهدي ـ نور24
ما يجري بِ أو لِوزارة الاتصال يدعو لعلامات استفهام وتعجّب كبيرة وكثيرة. أقلُّها :ما الغرض من قرار الحكومة إنهاء نشاط هذا القطاع ؟ وأكبرها: لماذا الإصرار على نية محْوِ وإبادة قطاع الاتصال حتى يصبح أثراً بعد عين ، أو بالأحرى لا يبقى له أثر يُذْكر؟
هذه أسئلة وغيرها عبرت عنها الوقفة الاحتجاجية ، اليوم الإثنين 14 أكتوبر 2019، والتي قام بها نساء ورجال قطاع الاتصال الذين لا يستطيع أحد أن يُنكر تضحياتهم وكفاحهم منذ عقود من الزمن ، من أجل إعطاء هذا القطاع المكانة التي يستحقها ، كقطاع حيوي ورئيسي وفعّال ، ثم كمجال من بين مهامه تقديم صورة إيجابية عن المغرب.
لكن الحكومة كان لها رأيٌ آخر ، رأي يشذّ عن القاعدة ، يتمثل في أنه لم يعد في هذا القطاع ما يُفيد ولا ما ينفع في زمن التطور أو الثورة الجارفة لقوة الاتصال والتواصل التي تجتاح العالم بأسره. ولذلك،فالحكومة رأت وقررت محوه.
لكن نساء ورجال الاتصال لهم رأي آخر، جسدته الوقفة الاحتجاجية التي شهدتها الوزارة ، والتدخلات التي عبّر من خلالها موظفو الاتصال، تشبثهم ، ليس فقط بوظيتهم، بل بمجالهم الحيوي، المجال الذي من خلاله يخدمون بلدهم؛ ثم استنكارهم وتنديدهم بسياسة الحكومة الرامية لمحْو وزارة وقطاع الاتصال من الوجود من خلال تشتيت العاملين به في مختلف الاتجاهات ..
لقد أكد المحتجون أنهم لا يقبلون، إطلاقا ، هذا الوضع الجديد ، أو السياسة الحكومية الجديدة التي دشنت خروجها بالخروج عن المعقول وعن الصواب ؛ وأظهرَت أنها حكومة في واد و انتظارات المواطنين ـ ومن بينهم العاملون في الاتصال- في واد آخر؛ كما يرفضون فرض سياسة الأمر الواقع، معلنين تشبثهم بقطاعهم ووزارتهم ، ومستعدون للنضال من أجل ذلك.