اقتصاديةسياسيةقضايا وحوادث
مفوضة البنية التحتية بالاتحاد الأفريقي أماني أبو زيد: أفريقيا طوت صفحة الاستعمار المظلم وتتحمل مسؤولية تنميتها

نور24
ألقت الدكتورة أماني أبو زيد، مفوضة الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي، كلمة خلال الاحتفال، بمدينة مانشستر البريطانية، بمرور 75 سنة على اجتماع الآباء الأوائل للتحرير في أفريقيا .
بالمناسبة، أوضحت الدكتورة أبو زيد، في كلمتها، أن أشياء كثيرة تغيرت منذ ذلك الحين في العالم، وفي أفريقيا،كما تغيرت العديد من المبادئ، خاصة تلك التي جمعت هذه المجموعة المتميزة من المفكرين والقادة ؛ موضحة أن هؤلاء القادة العظماء طرحوا أفكارهم واستراتيجياتهم الخاصة فيما يتعلق بكيفية إنهاء استعمار أفريقيا، وهذه الأفكار تكمن وراءها العديد من التطورات والاستراتيجيات والسياسات في أفريقيا اليوم ؛ الشيء الذي يتطلب، في نظر أبوزيد،دعم القارة في تنفيذ استراتيجياتها الرامية إلى النهوض و تحقيق الرفاه لكل مواطنيها، من خلال شراكات بناءة داخل و خارج القارة ، وأن روح التحدي و التمسك بالأمل، رغم المصاعب، هي التي ساعدت أفريقيا على تحرير نفسها من الاستعمار ومن الفصل العنصري ، وتحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي وثقافي كبير؛ كما أرست أفريقيا الأسس لوحدتها من خلال إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية ، التي أصبحت تحمل اسم الاتحاد الأفريقي سنة 2002؛ وأن الاتحاد الأفريقي اليوم أصبح في طليعة الفكر الإنمائي ودعم الشراكات لصالح أفريقيا والأفارقة ، وأنه يتم دعم هذه الشراكات على أعلى مستوى سياسي في القارة التي تجمع بين الحكومات والهيئات الإقليمية والمجتمع المدني.

شخصيات من المساهمين في مجهود تحرير أفريقيا
بناء على هذا ، ترى الدكتورة أماني أبو زيد أن أفريقيا غيرت نظرة العالم السلبية ، وقالت : إن هذا الأمر لم يحدث بطريقة سحرية أو في غمضة عين،بل استغرق عقودًا بعد عقود،و تطلبت قرارات وإصلاحات كبيرة لتحسين مستويات المعيشة وتطوير بلادنا. وأسهمت الإصلاحات المؤسسية في البلدان الأفريقية على وضع القارة على مسارات تجارية واقتصادية وسياسية ثابتة ،مما مكنها أن تتحول من مجرد قارة مهمشة في الشؤون الدولية، في نهاية الحرب الباردة من القرن الماضي، إلى “أفريقيا الناهضة” التي يسعى العالم لكسب صوتها في المحافل الدولية ..
من ناحية ثانية،تطرقت الدكتورة أبو زيد أيضا إلى قضية المرأة في أفريقيا، وقالت : إذا نظرنا إلى صورة القادة في ذلك الحدث قبل 75 سنة، نجد أنه كانت امرأة واحدة فقط ، أما المرأة الأفريقية اليوم هي المحرك الرئيسي الاقتصادات الأفريقية، وتلعب دورًا نشطًا في تنمية القارة ؛ وقد احتفل الاتحاد الأفريقي ،مؤخرا ، بنهاية عقد المساواة بين الجنسين ” 2010/2020 ” ،حيث تم تكريس عقد كامل للمرأة، واتخذت معظم البلدان الأفريقية خطوات عملاقة للارتقاء بوضعها من خلال الوسائل القانونية والدستورية .
وقالت: لقد شهدت أفريقيا زيادة في مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار السياسي، و تشغل النساء الآن في عدد من الدول الأفريقية وزارات إستراتيجية مثل الدفاع والاقتصاد والمالية والشؤون الخارجية، وهي مناصب كانت تقليديا مخصصة للرجال… لكن أعظم موارد القارة، تقول المتحدثة، هم الشباب، مع ما يقرب من 500 مليون شاب أفريقي تتراوح أعمارهم بين 15 و 35 سنة اليوم.
ولم يفت الدكتورة أماني أبو زيد أن تؤكد أن سوء حالة البنية التحتية فيما يتعلق بالكهرباء والمياه، والطرق، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تقلل النمو الاقتصادي الوطني بنسبة 2٪ سنويًا، وأن حوالي 600 مليون شخص في أفريقيا بدون كهرباء، وأقل من 39٪ فقط من سكانها يتمتعون بربط الأنترنت على الرغم من أن أفريقيا هي السوق الرقمية الأسرع نموًا . وشددت مفوضة البنية التحتية في الاتحاد الأفريقي، أن هناك حاجة ملحة لأفريقيا لرسم مسارها الخاص ؛ وأن السلم، و الطاقة، والرقمنة، و لأمن الغذائي،و تطوير الطرق والموانئ، والبنية التحتية الصحية والتعليمية، هي في طليعة أولويات القارة..مشيرة إلى أن جائحة كورونا أكدت علي الحاجة الملحة لوضع حد للاعتماد على الخارج، وأن أفريقيا تتحمل مسؤولية تنميتها وازدهارها. و هذا هو بالضبط ما ننظر إليه، و نعمل عليه في أفريقيا : التقدم للأمام بخطى كبيرة، تقول الدكتورة أماني أبو زيد في ختام كلمتها.