منوعات

الأسواق الشعبية في زمن كورونا.. زحام لا ينتهي

عصـام حمدان
تشهد العديد من الأسواق المغربية يوميا حركية كبيرة لدرجة أنك لا تستطيع الدخول إليها أو الخروج منها، فهي لم تكترث الأسواق لقرارات منع التجمعات التي أصدرتها الحكومة، إذ بدت، الأحد، الحركة نشيطة، لا سيما في الأسواق التي ترتادها الطبقات الفقيرة والمتوسطة بحثاً عن عروض تجارية وأسعار أقل بكثير مما توفره المجمعات التجارية الكبرى. الأمر الذي جعلنا نطرح السؤال التالي هل يحتاج المغاربة للتسوق يوميا في ظل جائحة كورونا؟ ما يجعل إشكالية الثقافة الاستهلاكية للمواطنين المغاربة والتي لا زالت ضعيفة تحت المجهر.

النموذج كان من سوق المسيرة، للخضر والفواكه الكائن بمدينة تمارة، الذي يعتبر قبلة مفضلة لعدد كبير من سكان المنطقة، بالنظر إلى كون ما يباع في متناول المستهلكین مقارنة بأسواق أخرى، مما جعل المواطنين يختارونه كقبلة لاقتناء مستلزماتهم، غير أن الحشود الكبيرة التي يستقبلها السوق يوميا أحدثت زحمة كبيرة، دون أدنى احترام للتدابير الاحترازية التي ما فتئت الدولة تذكرنا بها في الحملات الإعلانية، ما يتسبب يوميا حسب شهادة بعض الباعة في انتشار عدوى فيروس كوفيد-19 بسرعة، وكذلك في نشوب مشاجرات ونزاعات خاصة من التجار الفوضويين الذين يخلقون لأنفسهم أماكن للبيع في ممرات السوق.

ويقبل المغاربة بكثافة على الأسواق الشعبية للاستفادة من أسعار المنتجات الغذائية والخضر والفواكه التي غالباً ما تكون ملائمة للمقدرة الشرائية لجل الطبقات. وبالإضافة إلى المواد الغذائية غالباً ما توفر هذه الأسواق مساحات لمعروضات مختلفة من ملابس قديمة وأثاث وغيرها، غير أنّ الظرف الصحي والخوف من تفشي فيروس كورونا يجعلان منها مناطق غير آمنة نتيجة الاكتظاظ وتعرض المنتجات للمس المباشر من أشخاص قد يكونون من حاملي الفيروس.

وفي دردشتنا مع عدد من الباعة، أكد البعض أن حالة الزحام مرجعها الاعتماد على الاقتناء اليومي للمستلزمات، الأمر الذي يجعل من الأسواق مكانا مزدحما، حين أرجعه البعض الأخر إلى اعتبار السوق بمثابة المكان الذي يمضي فيه بعض المواطنين وخاصة المتقاعدين جل وقتهم لعدم وجود مكان آخر يقصدونه.

سألنا بعض ربات البيوت، وعن عدد المرات التي يزرن فيها السوق كانت إجاباتهن تصب في وعاء واحد بالقول تقريبا يوميا، بحجة تأمين المواد الضرورية، في حين عبرت أخريات عن رغبتهن تمضية الفترة الصباحية في الأسواق للاطلاع على ما يتم عرضه من سلع جديدة. تقريبا، وعلى حد قول مواطنة أن نقص شيء بسيط المطبخ يدفعها إلى التسوق لتجد نفسها تقتني بعض المستلزمات التي لم تكن ضمن قائمتها.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button