منوعات

فضيحة كراسي كورنيش أصيلة: من وعود التحديث إلى مقاعد الإذلال

تحولت فرحة ساكنة أصيلة بترميم كورنيش المدينة إلى موجة من الاستياء والانتقادات، خاصة بعد تثبيت كراسي جديدة وُصفت من طرف العديد من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ”المهزلة الحضرية”، لما تفتقر إليه من معايير الجمالية والراحة.

وعبر عشرات المواطنين عن خيبتهم من شكل الكراسي، التي انتظرها السكان طويلاً، حيث اعتبروها غير صالحة للجلوس، نظراً لغياب مسند للظهر أو أي مكان لإراحة اليدين، ما جعل البعض يتساءل: هل الغرض من هذه الكراسي راحة المواطن أم مجرد ملء الفراغات في المشروع؟

هذه الانتقادات جاءت بعد سنوات من الانتظار، ووعود سابقة أطلقها الرئيس الراحل للمجلس البلدي بجعل كورنيش المدينة “واجهة حضارية على الطراز المغربي الحديث”، إلا أن ما تم إنجازه على الأرض أعاد المدينة خطوات إلى الوراء. إذ تم تبليط الكورنيش بنفس النمط القديم، دون أي تجديد في الرؤية أو احترام لمعايير التصميم المعماري العصري.

وتساءل متفاعلون عبر “فيسبوك” عن جدوى الصفقة المتعلقة بالكراسي، مشككين في خلفياتها المالية، خصوصاً مع تداول أنباء عن تكلفة “مبالغ فيها”، في غياب أي تبرير رسمي أو معطيات شفافة من الجهات المعنية.

وفي الوقت الذي تعيش فيه مدن مجاورة كالمضيق ومرتيل طفرة في تأهيل فضاءاتها العامة، تطالب أصوات محلية من المسؤولين بأصيلة الاستفادة من هذه التجارب الناجحة، والابتعاد عن الحلول الترقيعية التي تسيء إلى جمالية المدينة وكرامة سكانها وزوارها.

كما دعا عدد من النشطاء إلى إزالة السياج الحديدي المحيط بالكورنيش، واستبداله بحائط منخفض يُمكن الجلوس عليه، كما هو الحال في العديد من المدن الساحلية المغربية، معتبرين أن الحفاظ على انفتاح الفضاء على البحر هو من صميم الحق في التمتع بالمجال العمومي.

ويبقى السؤال المطروح بإلحاح من طرف الساكنة: من وافق على هذا التصميم؟ ومن المسؤول عن هذه الصفقة؟ وهل ستتحرك الجهات المعنية لفتح تحقيق ومحاسبة المتورطين، أم أن الأمر سينتهي ككل مشاريع “البريكولاج الحضري” التي تعودنا عليها في المدينة؟

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button