
نور24
كيفما كان الوصف الذي يمكن أن نطلقه على حقائق المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2018، صادمة، مفجعة، مأساوية، مؤلمة، موجعة، خطيرة… التي تتعلق بالغش والفساد والتجاوزات.. في حق الوطن والمواطن، فهي حقائق وكفى ، لكن تتطلب من الجهات المعنية تمحيصها، فصحصها، تفحُّصها، تدقيقها ..لاتخاذ القرار المناسب في إطار المبدأ الدستوري الذي يقوم وينص على ربط المسؤولية بالمحاسبة ..
في هذه السلسلة من حقائق المجلس الأعلى للحسابات، والتي وقف عليها قضاة المجلس ، وسجلوا ما سجلوا من اختلالات .. نستعرض بعض القطاعات التي رصد فيها مجهر المجلس جملة من تلك الاختلالات التي فيها.. ومنها ما يشبه المضحك المبكي
المنحة هاهي .. والأطروحة أين هي؟؟
مجهر المجلس الأعلى للحسابات تفحص ميدان البحث العلمي والتقني بجامعة محمد الخامس بالرباط.
ماذا أظهر له المجهر؟
اكتشف المجلس الأعلى للحسابات أن مراكز دراسات الدكتوراه لم تضع أيّ إجراء لضمان، أو تأمين متابعة الدكاترة المستفيدين من منحة وزارة التعليم العالي (المحددة في 1000 درهم في الشهر) ولمنحة الاستحقاق الممنوحة من طرف المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ، ومبلغها المحدد هو 3000 درهم في الشهر(؟؟؟؟!!!).
كما أن المجلس الأعلى للحسابات سجل الخطر الناتج عن مثل هذا التصرف من خلال نموذج مركز دراسة الدكتوراه التابعة للمؤسسة مع أنه كان الوحيد الذي بإمكانه تقديم معلومات تتعلق بهذا المجال؛ واتضح أنه من بين 15 مقبل على الدكتوراه الذين استفادوا ،شهريا، من منحة الاستحقاق لموسمي 2008 ـ 2009 و2011 ـ 2012، فإن أربعة فقط قدموا أطروحاتهم .
في نفس السياق، أشار المجلس الأعلى للحسابات أيضا إلى المردودية الضعيفة الخاصة بدراسات الدكتوراه.وأكد أن معدل التخلي أو الانسحاب على مستوى مراكز دراسات الدكتوراه ، من بين المراكز الخمسة التي تمت مراقبتها، خلال الفترة الممتدة من السنة الجامعية 2008 ـ 2009 و2015 ـ 2016، كانت بنسبة 34،88 في المائة من مجموع المسجلين.وترتفع هذه النسبة إلى 49 في المائة بالنسبة لدراسات الدكتوراه في مراكز علوم الحياة والصحة ومركز العلوم وتكنولوجيا المهندس..