جسم دخيل فرّق بين الإخوة المغاربة والجزائريين والحدود المغلقة تساهم في إغلاق العقول
حمادي الغاري
تجسد ذكرى جلوس الملك على العرش روابط البيعة المقدسة بين سلاطين المغرب وشعبه: المغرب الدولة العريقة والموحَّدة؛ المغرب القوي بوحدته وإجماع مكوِّناته الوطنية؛ المغرب الزاخر برصيد حضاري متجدِّد يجعله يتجاوز الصعوبات والتحديات عبر التاريخ.. المغرب الذي يعتبر أمنه واستقراره من أمن واستقرار جيرانه..المغرب الذي يريد ويسعى إلى أن يعُمّ الخير أرضه وأرض جواره وقارته ليستفيد الجميع في إطار استراتيجة تعاون تقوم على قواعد متينة
الملاحظ في الخطاب الملكي، إشارات تحْمل دلالات تلخص عمق الروابط المتينة والعريقة بين الشعب وملوكه، منذ القرون الغابرة إلى العصر الحالي.. وقد أبى جلالته إلاّ أن يستهل بها خطابه بمناسبة الذكرى 22 لجلوسه على العرش ،قبل أن ينتقل لملامسة قضايا ذات أهمية قصوى بالنسبة للوطن والمواطنين، تتمثّل أساسا في الأعمال التي قام بها المغرب في ظروف كورونا ،وأهمها حصوله على اللقاح في الوقت المناسب،وحُسن سيْر عملية التلقيح وانخراط المواطنين فيها،وإطلاق المشروع الرائد المتعلق بصناعة اللقاحات وطنيا، والنموذج التنموي الجديد الذي اعتبره الملك بمثابة تعاقد اقتصادي واجتماعي في مسار ثورة الملك والشعب ،وأيضا حرص المغرب على مواصلة عمله من أجل حفظ الأمن والاستقرار في أفريقيا ودول الجوار.
في هذا الإطار، وضع العاهل المغربي النقط على الحروف ،وموجّهاً خطابه إلى الجزائريين قائلا أن الوضع الحالي لا يرضينا ،وليس في مصلحة شعوبنا ،موضحا أن الحدود المفتوحة هي الشيء الطبيعي ،علماً أن أسباب إغلاقها أصبحت متجاوزة،مشدّدا على أن ما فرّق بين الإخوة المغاربة والجزائريين جسمٌ دخيل، وأن الحدود المغلقة تساهم في إغلاق العقول.
كما أن جلالة الملك محمد السادس حرص على أن يُطمئن الجزائر، بأنه لا يمكن أن يأتي شرٌّ أو غدرٌ من المغرب ،على أساس أن أمن الجزائر واستقرارها هو أمن المغرب واستقراره، مُعرباً في نفس الوقت عن تأسفه للتوتر الحاصل بين البلدين الذي يُسِيئ إلى صورتهما في المحافل الدولية؛ معتبرا أن المغرب والجزائر توأمان متكاملان.