إعلامية

وكالة المغرب العربي للأنباء..ستة عقود من الحضور والتميز

مقر وكالة المغرب العربي للأنباء الرئيسي بالرباط

 نور24 – الحسين البوكيلي

تحتفل وكالة المغرب العربي للأنباء  (ومع) بالذكرى الستين لإنشائها (18 نوفمبر1959) كوكالة رسمية أريد لها أن تنقل المغرب إلى مصاف الدول المستقلة إعلاميا بعد نيل الاستقلال السياسي،  وهو تحد نجحت الوكالة ، طيلة العقود الماضية، ، في رفعه بامتياز ،بفضل رجالها ونسائها.

 

المهدي بنونة:أول مدير لوكالة المغرب العربي للأنباء

فبوسائل بسيطة وموارد بشرية قليلة، وفي مقر متواضع جدا بزنقة اليمامة، قرب محطة القطار بوسط الرباط ،بدأت هذه الوكالة الناشئة عملها بفضل رجل مخلص ووطني وصحفي متميز ، هو الراحل المهدي بنونة الذي كان طموحه لا حدود له، فأطلق على الوكالة الفتية اسم “وكالة المغرب العربي للأنباء” لتكون منبرا لكل الدول المغاربية التي لم تكن في أغلبها قد استقلت، وبالتالي لم يكن لها من وسيلة إعلامية تعرف بها.

عبد الجليل فنجيرو:ثاني مدير للوكالة

ونظرا لأهمية الحدث الكبير ، فقد أقدم أب الامة جلالة  المغفور له الملك محمد الخامس، وولي العهد آنذاك جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، بتدشين هذه الوكالة. وقال في برقية تم بثها باللغة العربية، إيذانا بميلاد أول وكالة أنباء مغربية :” يسرنا أن ندشن وكالة المغرب العربي للانباء التي ستسد الفراغ الموجود في ميدان الأخبار،إذ كان لا بد لبلادنا من وكالة وطنية تنقل أخبارها وأخبار الخارج بنزاهة وصدق وأمانة، وإننا إذ نحيي تدشين وكالة المغرب العربي للانباء ونتمنى لها كامل النجاح في أداء مهمتها السامية ، نود أن يكون شعارها دائما “الخبر مقدس والتعليق حر”.

خليل الهاشمي الإدريسي.. المدير الحالي

منذ هذا التاريخ، انطلقت عزيمة مجموعة صغيرة ممن اختاروا مهنة المتاعب كما يطلق عليها، وإن كانت مهنة من أنبل المهن ، تعمل في رفع التحدي تلو الآخر، وتُسابق الزمن للحاق والاقتراب من كبريات الوكالات العالمية المحتكرة لأخبار العالم بقاراته الخمس.

 في يناير 1974 ، تم تغيير النظام القانوني للوكالة لتصبح مؤسسة تابعة للدولة. وفي 19 سبتمبر 1977 أصبحت ،بمقتضى الظهير الشريف، بمثابة قانون رقم 235-75-1 ، “مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي وتخضع لوصاية السلطة الحكومية المكلفة بالاعلام” .

  في هذه الفتر، تولى الصحفي المقتدر الراحل عبد الجليل فنجيرو مسؤولية الوكالة، وواصل عمل سلفه المهدي بنونة ؛ وعمل على تطوير الوكالة وجعلها وكالة أنباء في مستوى المغرب وتطلعاته،واستقطب جيلا جديدا من الصحفيين الشباب؛ وبدأ العمل في توسيع عمل الوكالة ليشمل الخارج أيضا .

 كما عملت الوكالة على فتح تمثيليات لها في لندن وباريس وواشنطن ،باعتبارها أهم عواصم القرار ومصادر الأخبار العالمية؛ ووضع على رأس هذه المكاتب صحفيين شبابا كان يغمرهم طموح في جعل الوكالة ترقى لمستويات أعلى ولِمَ لا تنافس ،حسب إمكانياتها، كبريات الوكالات في العالم .

 لم تمر إلا سنوات قليلة حتى بدأت الوكالة ، في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ،من القرن العشرين ،في التوسع ،فتم فتح مكتب في بروكسيل، ثم اتجهت نحو العمق العربي، فتم فتح مكتب في القاهرة حيث مقر الجامعة العربية وحيث أهم الاحداث العربية؛  ثم في عواصم أخرى كجدة وبغداد وتونس والجزائر .

 موازاة مع ذلك تم ،على الصعيد الأفريقي ، فتح مكتب في العاصمة السينغالية ،دك، لما لها من ثقل قاري ولعراقة علاقاتها مع المغرب.

 ويكفي الراحل فنجيرو  أنه نقل الوكالة من وكالة “مبتدئة” إلى وكالة لها سمعتها عربيا وقاريا وعالميا أيضا ؛ كما عمل وحرص على نقل مقر الوكالة من زنقة اليمامة إلى مكان يليق بوكالة أنباء للمغرب في مقرها الحالي بشارع علال بن عبد الله،قريبة من معالم الرباط كمحطة القطار والبرلمان وجامع السنة ودار الإذاعة والتلفزة…

  وواصل من تولى مسؤولية الوكالة ما بناه المؤسس الراحل بنونة ثم الفقيد فنجيرو، فأصبح إشعاعها يغطي القارات الخمس من أوروبا إلى الأمريكيتين وآسيا وأستراليا .

 حاليا، أصبحت الوكالة ، في عهد مديرها الحالي خليل الهاشمي الادريسي ، وكالة تليق بالمغرب ؛ لها سمعتها ، وترك صحفيوها القدامي بصماتهم بل وسمعتهم سواء داخل المغرب أو في الخارج خاصة في أوروبا والعالم العربي، ويسير الصحفيون الجدد على نفس الطريق، طريق التالق والريادة.

 لم تعد وكالة المغرب العربي للأنباء تكتفي بإنتاج القصاصات الورقية، بل نوعت عرضها من خلال منتجات الصورة والمحتوى السمعي البصري، والرسوم البيانية، والبث عبر الأقمار الصناعية. وتماشيا مع روح العصر ، أضحت أخبار الوكالة على منصات التواصل الإجتماعي،  وتطبيقات الهواتف المحمولة، وفي عدد من المواقع الإلكترونية التي جاءت لتستجيب لمتطلبات زبنائها .

 وبالتالي فإن الوكالة كانت وستبقى، بفضل خدماتها الإعلامية الجديدة ،وبفضل خبرة صحفييها وكل العاملين بها، مرجعا لا بد منه لكل وسيلة إعلامية تريد التعرف على الخبر من مصدره :الخبر الموثوق وذي المصداقية التي هي رأسمال أي وسيلة إعلامية محترمة.

 يبقى أن الوكالة نجحت أيضا ،طيلة هذه السنوات الستين، في حفر اسمها كوكالة عربية رائدة لها مكانتها المتميزة سواء على الصعيد العربي أو الأفريقي أو المتوسطي أو العالمثالثي؛ وبالتالي فإن اسم “وكالة المغرب العربي للأنباء” أصبح مرادفا لوكالة مناضلة فرضت نفسها على الغير بفضل تفانيها وحرفيتها ،وأن هذا الاسم ، الذي هو “وكالة المغرب العربي للأنباء”، يجب أن يبقى هو هو، مفخرة لكل المغاربة وليس للصحافة الوطنية فقط.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button