غزة- ضياء الدين القدرة
قال تقرير تلفزيوني إسرائيلي “إن إعلان مايسمي بـ”صفقة القرن” في هذا التوقيت تحديدا، هو مصلحة لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدى رأيهما العام الداخلي ولن تحقق السلام مع الجانب الفلسطيني”.
وأضاف التقرير الذي بتته القناة 12 الإسرائيلية، “قد تعرفنا على أبرز بنود ونقاط الصفقة الأمريكية قبيل الانتخابات الإسرائيلية في أبريل 2019، لكن الجديد فيها أنها قد تتسبب بحدوث انقسام بين نتنياهو وشركائه من اليمين الإسرائيلي من جهة، وقد تتسبب في انضمام بيني غانتس زعيم حزب أزرق-أبيض إلى حكومة وحدة إسرائيلية من جهة أخرى.
و حسب القناة، فإنه منذ اللحظة الأولى بدا أن الرئيس ترامب متشجع لفوز نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، حتى أن ديفيد فريدمان، السفير الأمريكي في تل أبيب، لم يتردد في القول إن ما بين الزعيمين، نتنياهو وترامب، هي شراكة أيديولوجية، وبالتالي فإن من يستطيع تسويق الصفقة بين الإسرائيليين هو نتنياهو وحده، وهو الذي كان في صورة الصفقة منذ بداياتها الأولى، ويعلم كل تفاصيلها، والتغيرات التي طرأت عليها.
وأشار التقرير إلى، أن نتنياهو بات عنصرا مؤثرا على مآلات صفقة القرن، بجانب السفير الإسرائيلي في العاصمة الأمريكية واشنطن رون دريمر، رغم الإرباك الأمريكي الذي طرأ على موعد إعلان الصفقة بين حين وآخر، لكن كان واضحا أن الصفقة ستكون أحد أسلحة نتنياهو ضد الإجراءات القضائية المتوقعة ضده.
وأوضح ذات المصدر أن صفقة القرن الأمريكية، من شأنها إلغاء الخط الأخضر، وضم مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن، وإعلان التمسك ب القدس كاملة، وكل ذلك يحصل في ذروة حملة انتخابية إسرائيلية حامية.
وكشف التقرير أن الأمريكان غضبوا من استمرار الأزمة السياسية الانتخابية في إسرائيل، التي وصلت حد الفوضى، واضطروا للانتظار بعض الوقت حتى إعلان الصفقة، على أمل أن يفوز نتنياهو من جديد في انتخابات مارس المقبلة، في حين أن نتنياهو لديه خططه الأخرى الجاهزة حين قامر بإعلان استعداه لضم غور الأردن قبل انتخابات سبتمبر الماضية.
وأضافت، أن نتنياهو اطلع على صفقة ترامب، وعلم أن ضم الغور موجود في تفاصيلها، في حين أن الأمريكان يعلمون جيدا أن إعلان صفقة القرن ستكون إحدى أوراق ترامب في حملته الانتخابية القادمة للحصول على دعم المسيحيين الإنجيليين، لصالح منح ترامب ولاية رئاسية ثانية في البيت الأبيض.
وشرح التقرير أن الحديث يدور عن عشرات ملايين الناخبين الأمريكيين الداعمين للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ومؤيدي فكرة ضم الغور، ويرون في نتنياهو الشخصية الأكثر قربا لفكرة مبعوث السماء إلى الأرض.
إن ترامب يريد أن يمنح هؤلاء الإنجيليين فرصة فرض سيادتهم على الأراضي المقدسة، مقابل غض طرفهم عن مشاكله الشخصية، وفي النهاية يحصل على حصانة من الكونغرس، تمهيدا للفوز في الانتخابات المقبلة.
والجمعة الماضية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يعتزم الكشف عن خطته لتسوية الصراع في الشرق الأوسط، قبل الثلاثاء المقبل، حيث سيجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزعيم المعارضة الإسرائيلية، بيني غانتس.
وأعلن البيت الأبيض، الخميس الماضي، أن ترامب سيستضيف نتنياهو وزعيم تحالف “أزرق أبيض” بيني غانتس، الثلاثاء.
و”صفقة القرن”؛ خطة سلام أعدتها إدارة ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين.