جهاتمجتمعية

لست مراكش التي أعرف!

أيوب الهداجي

بينما أتجول بين شوراعك.. انتابني شعور بالحزن وغصة في القلب وأنا أتأمل مدينة اصبحت عني غريبة، وقد فقدت بفعل الجائحة سحرها، حركيتها، إشعاعها، شعبيتها وبهجتها… لست مراكش التي أعرف! هذا السكون الذي بات يستوطن أزقة كانت لاتتوقف حركيتها أناء الليل وأطراف النهار. ركود تام أصبحت تعرفه المدينة. كساد مطلق.. ويبدو القادم أسوء!. إن لم تتدخل الحكومة عاجلا في شخص وزارة السياحة لجبر الضرر الحاصل، وإعطاء دفعة تنموية لاقلاع اقتصادي جديد.. أما غير ذللك، فمدينة النخيل تسير نحو المجهول!

جائحة كورونا أتت على كل شيء في المدينة، صناع تقليديون يعانون. مستخدمو الفنادق والوحدات السياحية ودور الضيافة يسرحون يوما بعد يوم.. والحصيلة في تزايد. أرباب النقل السياحي أرهقتهم الالتزامات وانعدام تام لخدمات سياحية، وكالات كراء السيارات مستسلمة وتنتظر المعجزة، المطاعم والمقاهي يسايرون الجائحة بصمت.. مراكش تحتاج أكثر من أي وقت مضى لتظافر جل الجهود للخروج من هذه النكسة. نكبة بطعم جائحة قادمة من الشرق جنحت على كل شيء.
آلاف المناصب قد تلغى إن لم تتحرك الحكومة أمام هذه الوضعية الكارثية التي تعيشها مراكش، العاصمة السياحية للمملكة. تختنق ا اقتصاديا اجتماعيا، صحيا رياضيا.. المدينة الحمراء فقدت بسمتها لا أحد تصور أن يتجول بين دروب المدينة العتيقة ليجد الدكاكين اوصدت أبوابها، ليجد المدينة خالية والسكون خيم على المكان، انتهى الرواج التجاري والسياحي .. حتى قهقهات التجار التي كنا نسمعها بسوق السمارين اختفت لم نعد نسمع سوى هدير محركات درجات نارية صينية الصنع تمر بين الفينة والاخرى، إختفت تلك الكلمات التي نسمعها بكل اللغات العالمية وأصحاب عربات الخيول “الكوتشي” هم الاخرون لم يسلموا من بطش الجائحة!

مراكش التي تخلى عنها ممثلوها في قبة البرلمان ومجلس المستشارين غابوا وتركونا نسبح في تيار الجائحة. مدينة البهجة تكابد وحدها مطبات الجائحة في انتظار معجزة من السماء أو يرفع عنا الله هذا الوباء.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button