قضايا وحوادثوطنية
عن الانتقالات والهجرات السياسية المتوقَّعَة والمفاجِئة

معاد مرفوق
مع اقتراب الحملات الانتخابية، أصبح كبار السياسيين بمراكش يبحثون عن تحقيق أهدافهم ومصالحهم في أحزاب أخرى، بحثا عن الأفضل، وعن أحسن برنامج ، يكون فيه ما يكفي من البريق واللّمعان لإقناع المواطن المكلوم.

أصبحت الانتقالات الفردية والجماعية، لا تقتصر فقط على لاعبي كرة القدم، ولكن في صفوف أصحاب الأقنعة السياسية، الفاعلين السياسيين بمراكش، الذين اختاروا تغيير الأجواء، وارتداء أقمصة أحزاب أخرى للمشاركة، بإسمها ولونها وشعارها، في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، رغم اختلاف المبادئ والإيديولوجيات التي يَتَّسم ويتصف بها كل حزب على حدة: هذا حزب يميني، والآخر يساري، وذاك حزب إسلامي، والآخر حداثي..وآخر وسطي ، وأحزاب أخرى يصعب تصنيفها..
بالأمس، سمعنا استقالة يونس بن سليمان، عن حزب العدالة والتنمية الذي يحتل منصب رئيس مقاطعة مراكش المدينة، والنائب الأول لعمدة مراكش الذي ينتمي لنفس الحزب، رغم أن هذا الحزب هو من يترأس الحكومة، بقيادة سعد الدين العثماني؛ واليوم نسمع أيضا هجرة جماعية من حزب بنعبد الله بحثا عن الأفضل، وعلى رأس هذه الهجرة الكاتب الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بجهة مراكش ـ آسفي، البروفيسور أحمد المنصوري.
مثل هذه المواقف وهذه الهجرات والقفزات الموسمية لتغيير الانتماء من حزب إلى آخر ، تشبه إلى حدٍّ كبير تغيير الشخص قميصه في كل مرة وحين ؛كما أن هذه الانتقالات للمرشح ،من هذه الجهة لتلك،إنما تتم طمعا في جلب الأصوات لملء صناديق الاقتراع ، ولا يهم الانتماء ولا المستوي المعرفي والثقافي، ولا حتى السمعة والكفاء والنجاعة.
هذه الظاهرة هي التي جعلت المواطن يفقد ثقته في الأحزاب السياسية وجعْلِها في مهب الريح، ؛كما أن هذه الظاهرة هي التي كانت وراء ظاهرة أخرى تحمل اسم العزوف السياسي .. والنتيجة المنتظرَة والمتوَقَّعَة… تمييع العمل السياسي والحزبي بالمغرب.