تربويةثقافيةوطنية

الملتقى العالمي الصوفي للبودشيشية.. ودور الحكامة الروحية والأخلاقية في تدبير الأزمات

نور24
استأنفت فعاليات الدورة الخامسة عشر من الملتقى العالمي للتصوف، الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية، بشراكة مع مؤسسة الملتقى والمركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، نشاطها العلمي والتربوي ،بمناسبة المولد النبوي الشريف،أمس الجمعة 30 أكتوبر 2020، تحت عنوان “الحكامة الروحية والأخلاقية ودورها في تدبير الأزمات”، التي ترأسها الدكتور عبد الوهاب الفيلالي، أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
 في البداية، تناول الدكتور يوسف بنلمهدي، أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، بالشرح والتحليل لموضوع ” التربية الإيمانية وأثرها في تعزيز الرقابة والإرتقاء بمستوى الحكامة”، مؤكدا أن الرقابة الإيمانية عنصر أساسي وجوهري في الإرتقاء بمستوى الحكامة ولا يتَأَتَّى ذلك إلا إذا راقبنا الله في كل عمل، مستشهدا بما ورد في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، “فإن لم تكن تراه فإنه يراك “، وكذا الإقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، القدوة الحسنة في تحمل المسؤولية والأمانة، وكذلك السلف الصالح والأخيار “، مستدلا بقوله تعالى “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطا”.
وتطرّق الدكتور حامد عبد العزيز الشيخ حمد الحسيني، رئيس جمعية رابطة العلماء بالعراق، لموضوع “عن حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتأثيره في الناس وبأن التصوف هو الإسلام “، وبيَّن أن رسول الله يُعَد النموذج الكامل الذي يجب أن يُحتذى به من طرف الإنسان والإنسانية؛ وأن ولادته صلى الله عليه وسلم هي ولادة جديدة للإنسان المسلم الذي يؤمن ويعتقد برسوله.
وتحدّث الدكتور محمد بنيعيش، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، في مداخلته عن “حكامة الخطاب وتقويم اللسان في المختبر الصوفي الإسلامي”، والتي بيَّن فيها مدى أهمية الحكامة الجيدة كونها ضرورية لإنجاح كل المشاريع التنموية، إلا أن ذلك لا يتأتى إلا بتجويد كلام اللسان، وأن كمال الإنسان من كمال اللسان وفَهْم مقتضى الخطاب.
وحول  محور”خطاب الأوراد والأذكار الصوفية: المدخل إلى تأسيس حكامة روحية ناجعة “، أوضح الدكتور محمد رشيد اكديرة، باحث متخصص في الدراسات الصوفية وتحليل الخطاب، من جامعة محمد الخامس بالرباط، أن خطاب الأوراد والأذكار لشيوخ التربية الصوفية مُمَثَّلاً في الأحزاب والوظائف والأدعية والمناجاة، هي وسائلهم وآلياتهم في التأسيس لمنظومة القيم الإنسانية النافعة والحكامة الأخلاقية الناجعة، واستثمارا عمليا لبناء منظومة القيم الإيجابية المساهِمة في تحقيق الصلاح والعمران العالمي المنشود، وقدم نموذجا لتأكيد هذا المعنى وتجلياته انطلاقا من متن دلائل الخيرات في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
أما المداخلتان المواليتان، فكانتا باللغة الفرنسية، وتمحورت أُولاَهُما حول موضوع “الحكامة الروحية مفاهيم ومحددات “، لِلْمونسنيور نيكولا، أسقف بالعاصمة الفرنسية؛ والمداخلة الأخرى لجون كارلوس كفيرو لوبيز، بعنوان “القيم الأخلاقية للصوفية في مواجهة الوباء”.
 

Related Articles

One Comment

  1. الطريقة القادرية البودشيشية لها دور كبير و متميز في نشر المحبة الصادقة ، والسلام التام و الإيخاء المعقول بين الأفراد خاصة، و المجتمعات عامة.
    اللهم جازي عنا شيخها الدكتور سيدي مولاي جمال الدين و سيدي مولاي منير القادري البودشيشي بشارة العارفين و سيدي مولاي معاد القادري البودشيشي خير الجزاء .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button