دوليةسياسيةعربية

حد السيف وصناعة الأمل


بقلم: سفيان قديح

من الطبيعي أن لكل أرض محتلة يوم فرج قادم اسمه التحرير، ولفلسطين حقبة زمنية تحمل بشارات قسامية، فكان حد السيف نقطة التحول والتغيير.
بينما انشغل الجميع في التخمين والتفسير عن طبيعة حركة الطيران فوق محافظات قطاع غزة في ذلك الوقت، كانت الأجهزة الاستخبارية الصهيونية تعمل ليل نهار للتمكن من اختراق شبكة اتصالات المقاومة، فمثل هكذا عملية تحتاج لجهد بشري منقطع النظير نظرا لطبيعتها الحساسة المنوطة باختراق منظومة حساسة تحمي تواصل المقاومة من التتبع الصهيوني.
تدرك إسرائيل أن الوصول لهذا الهدف تحفه كثير من المخاطر.. فهي تعلم أن رجال المقاومة يقفون لها بالمرصاد.. فعملت الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية كل ما بوسعها من أجل إنجاح عملية خاصة تهدف لاختراق منظومة اتصالات المقاومة.. بدء من دخول عناصر الوحدة الخاصة لتنفيذ هذه المهمة إلى قطاع غزة من نقطة ميتة، ودخول الآخرين عبر المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل من خلال استخدام بطاقات منظمات دولية أجنبية… مرورا بطريقة تنفيذها للمهمة التي أوكلت إليها.. ونهاية بطريقة انسحابها إلى داخل الكيان الصهيوني.
إسرائيل أوكلت مهمتها لوحدة “سرتي متكال” وهي الوحدة التي هامش الخطأ في عملياتها لا يتجاوز نسبة الصفر، كونها وحدة مختارة تقوم بتدريبات قاسية وتواكب جميع التطورات التكنولوجية الحديثة. ولسرية هذه المجموعة، كان الاختيار عليها لتنفيذ هذه المهمة في شرق مدينة خانيونس.. لكن رجال المقاومة كانوا على نباهة وفطنة؛ من خلال شكهم بركاب السيارة الذين بدأت ملامحهم غريبة نوعا ما، مما حدا بالشهيد نور بركة لملاحقة السيارة وتوقيفها والسؤال عن أصل ركابها وطلبه لبطاقاتهم الشخصية، وهنا أدركت القوة أنها وقعت في فخ المقاومة، فحاولت الهرب، لكن هيهات لها… فقد نجح رجال المقاومة في قتل أحد ضباطها، وإصابة آخرين، ومن ثم السيطرة على وثائق عسكرية ومعدات وأجهزة حساسة تركتها القوة الخاصة خلفها، ما ثبت مصداقية قيادة المقاومة في قدرتها على حماية قطاع غزة من أي عدوان صهيوني. بفعل يقظتها واستعدادها التام، وتثبيتها لمعادلة الردع التي رسختها أمام العدو الإسرائيلي.
ما فعلته المقاومة الفلسطينية في عملية “حد السيف” زرع فينا الأمل بأن المستقبل للمقاومة.. وأن المقاومة هي التي ستحرر الأرض وتصنع الأجيال التي لا تأبه بهذا العدو الذي لطالما تغنى بنجاحاته وعملياته القذرة في الوصول إلى كثير من الأهداف في دول العالم.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button