أنبوب الغاز الذي يربط غرب القارة الأفريقية بأوربا عبر المغرب
نور24
يمثّل مشروع خط أنبوب الغاز “العملاق”، الذي يربط المغرب ونيجيريا، رمزا للتعاون جنوب – جنوب؛ وأن إفريقيا تتوفر على خطين مهمين لأنابيب الغاز، عابرين للحدود ،يتعلق الأمر بخط أنابيب الغاز لغرب أفريقيا، وخط أنابيب الغاز النيجيري –المغربي الذي “يكتسي بُعدا أكثر أهمية”، خاصة أنه بنية تحتية يبلغ طولها 5.660 كيلومترًا ، وبميزانية تُقدرب 25 مليار دولار.
هذا ما ذكرته المجلة الفرنسية “لوكوريي دو لا طلس” (Le Courrier de l’Atlas) ،اليوم الثلاثاء 02 يناير 2021، في مقال لها تطرقت فيه للمكالمة الهاتفية، التي جرت مؤخرا بين جلالة الملك محمد السادس ورئيس نيجيريا محمد بوهاري، موضحة أنه مباشرة بعد التوقيع على اتفاقيات التعاون الخاصة بهذا المشروع الضخم، تم إنشاء هيئات حكامة انخرطت في مرحلة ما قبل الدراسة ثم دراسة الجدوى؛ واعتبرت المجلة الفرنسية أن هذا المشروع ،”المتَّسم بِبُعد النظر، هو رمز للتعاون جنوب-جنوب لأسباب متعددة” ،بالنظر إلى “أثره الإيجابي جدا على نيجيريا” ،التي تعتبر خامس أكبر مصدِّر للغاز في العالم، والأول في أفريقيا، مشيرة في نفس الآن إلى أن هذا المشروع سيمكن نيجيريا من “ترشيد كلفة نقل الغاز، الذي يتم حاليًا بعد تحويله إلى غاز طبيعي مسال”، بالنظر للتأثير “الإيجابي جدا” لهذا الأنبوب على البلدان الأخرى المعنية بالمشروع، حيث سيتيح لهذه البلدان التوفر على طاقة نظيفة لاستثمارها في محطات توليد الطاقة الكهربائية التي تستخدم الغاز، وبالتالي تسد العجز الطاقي الذي يعيق تنميتها الاجتماعية والاقتصادية، علما أن هذا المشروع سيساهم أيضًا في إيصال الكهرباء للسكان المحرومين منها حاليًا، إذ سيغطي 13 بلدا يضم أكثر من 300 مليون نسمة، ستتضاعف بحلول عام 2050. كما أن مشروع خط أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، سيمكن أيضا من إنتاج الأسمدة للزراعة في هذه الدول بتكاليف تنافسية، مما يساهم في أمنها الغذائي ، بالإضافة إلى مساهمته في الرفع من كفاءة الهندسة الأفريقية والموارد البشرية المؤهلة.
في هذا السياق، أشارت مجلة “لوكوريي” إلى الأثر القوي جدًا لهذا المشروع على بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، مسجلة أنه من أجل تنفيذ المشروع ، هناك فاعلان أساسيان منخرطان “بقوة” في تنسيقه ، هما من جهة، المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن، ومن جهة أخرى، مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية، اللذان وضعا خبرتهما المشتركة لوضع مشروع مسار خط الأنبوب في البحر وفي اليابسة . وأوضحت المجلة أن “مناقشات تجري بالفعل مع المانحين الدوليين من أجل تعبئة الاعتمادات المالية اللازمة لتمويل هذا المشروع، ذي الأثر القوي جدا على بلدان المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “، مذكرة أن ” البلدين الراعيين لهذه المبادرة أعطيا الأهمية في هذه العملية لصناديقهما السيادية”.
وخلصت المجلة إلى القول أن هذا الزخم الجديد، الذي أعطاه ملك المغرب ورئيس نيجيريا لهذا المشروع الهيكلي لمنطقة غرب أفريقيا ، دليل على رغبة مشتركة في تسريع وتيرة تجسيده على أرض الواقع.