سياسيةوطنية

انكسار لافت لخصوم المغرب في مؤتمر الاتحاد الأفريقي بسبب وعي الأفارقة وتشبّثهم بوحدة منظمتهم ضد التشتت والانفصال

نور24
لاحظ المراقبون مدى الانكسار الذي لحق ب”جبهة البوليساريو” الانفصالية،ومن يدعمونها ،خلال مؤتمر الاتحاد الأفريقي،ويعود ذلك على الخصوص لنجاح الدبلوماسية المغربية وتضامن الدول الأفريقية ،المقتنعة بالسلام والتنمية ..في إبعاد ملف الصحراء عن الدورة العادية الرابعة والثلاثين للمنظمة الأفريقية، لينصب الاهتمام على تجديد هياكل الاتحاد والمسؤولين عن مفوضياته.
لقد عبّر المغرب عن ارتياحه لهذه العملية التي تمت من خلال الانتخابات ،وأسفرت عن هزيمة مدوية للنظام الجزائري بعد إخراج ممثله رئيس مفوضية السلم والأمن ،إسماعيل شرقي الذي ظل يتربع على كرسي المفوضية ،خلفاً لرمطان لعمامرة، سنوات عدة، وجعلا من هذه المفوضية وكأنها دائرة تابعة للنظام الجزائري من خلالها يتم تمرير ، بل تزوير القرارات والمقررات المتعلقة بالصحراء المغربية. وبعد هذا الاندحار، لم يجد ممثل “البوليساريو”، المدعو محمد سالم السالك، بُدّاً من صبّ جام غضبه على الاتحاد الأفريقي؛ وذهب إلى حدّ التشكيك في شرعية المنظمة الأفريقية.
لقد وقف المغرب بالمرصاد لإحباط مخططات خصوم وحدته الترابية ، وعلى رأسهم الثنائي الجزائري والجنوب الأفريقي، من خلال مساعيهم،كالعادة، لإقحام ملف الصحراء بواسطة آلية “الترويكا” قبل انتهاء ولاية بريتوريا للرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي. ذلك أن جنوب أفريقيا أرادت أن تتم آلية “الترويكا”بهدف دفعها إلى تغيير موقفها السابق من أن قضية الصحراء تتكفل بها الأمم المتحدة، وهو ما جعل المغرب يرفض هذا الإملاء الجنوب أفريقي، على اعتبار أن هذه الآلية لا يمكن أن تتم في الرمق الأخير من رئاسة جنوب أفريقيا للاتحاد ، خدمة لأجندتها السياسية المعادية للمغرب .
في هذا السياق،أوضح وزير الخارجية المغربية ،ناصر بوريطة ،أن القمة عرفت محاولات لإقحام ملف الصحراء ،لكنها لم تنجح، مشيرا إلى أن “آلية الترويكا ومجلس الأمن والسلم لم ينعقدا لأن الدول الأفريقية أصبحت تعي أن إقحام الاتحاد في أجندات لا علاقة لها بمصلحة أفريقيا، لم يعد ممكنا”، مضيفا أن عملية تجديد الهياكل،من خلال الانتخابات، جعل الاتحاد الأفريقي يتخلص من مفوضين كانوا يستغلونها لأجندات لا علاقة لها بمصالح أفريقيا ولا بالقرارات المتخذة من قِبلها، حيث أن هذه المفوضيات، التي كان يشرف عليها خصوم المغرب، تحوّلت إلى ملحقة دبلوماسية للجزائر وجنوب أفريقيا، تخدم أجنداتهما التي تصب في معاداة الوحدة الترابية للمملكة.
من هنا ، تُفْهم الانتكاسة الكبيرة التي أصابت خصوم المغرب بعد انتخاب الدبلوماسي بانكول أديوي (من نيجيريا) رئيسا لمفوضية السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، وخروج الجزائر وجنوب أفريقيا، اللذين كانا يطبخان كل التقارير المعادية للمملكة المغربية منذ سنوات، بخيبة ما لها قرار.
بناء على ما سبق ، أصبحت الطريق الآن معبَّدَة للشرعية وللعمل المنظم من أجل خدمة وتنمية أفريقيا..وهو الشيء الذي قام به المغرب منذ عودته المظفرة إلى المنظمة سنة 2017 ؛ وهاهي رؤوس الفساد بدأت تتساقط الواحدة بعد الأخرى؛ وهاهي ملامح وشروط طرد الكيان الوهمي من الاتحاد الأفريقي بدأت تظهر من خلال العمل الدؤوب الذي قام به المغرب على صعيد القارة الأفريقية ، والمجهودات التي بذلها ، ويبذلها من أجل التنمية والتقدم لأفريقيا
والأفارقة..

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button