جهاتقضايا وحوادثمجتمعية
جماعة بني بوزرة (شفساون): عشوائية في التدبير والتسيير وهدر للمال العام

نور24 ـ عبدالإله الوزاني التهامي
هل لمسؤول -منتخَب- بجماعة بني بوزرة، أن يدل الساكنة عن المبلغ الإجمالي الذي كلف الجماعة بناء “جدار أوغلين” والبوابتان ؟! وهل يمكن لهذا المسؤول أن يقنع ساكنة الجماعة بفائدة وجدوى هذا الجدار؟!
الجدار الذي يفترض، حسب المزعوم، أن يسيج ويحيط سوق ثلاثاء بني بوزرة المركزي، تم بناؤه دون إعمال عقل ولا تفكير ولا استشارات موسعة، حيث أن هذا الجدار يُعدّ ،في حقيقة الأمر، من أهم العوائق التي تعرقل حركة الزبناء والتجار والسيارات، لأنه محاط من كل جانب بالباعة الذين يفترشون الأرض لعرض بضائعهم وموادهم للزبناء ، فلا معنى ولا فائدة من هذا الجدار وتلك البوابات المقتلعة من أماكنها لعدم جدواها ولسبب إذايتها وعرقلتها للمارة.

“جدار برلين” أو على الأصح جدار “أوغلين”، أو كما يسميه بعض الظرفاء بالجدار التبذيري التبديدي، أنفقت من أجل تشييده ميزانية مهمة من جيب الساكنة – بطريقة أو بأخرى – باعتبارها دافعة الضرائب والمعنية المباشرة بكل ما يُصرف وينفق من مالية الجماعة، وباعتبارها المعني المباشر بكل تطور أو تخلف يعرفه النفوذ الجغرافي للجماعة الترابية.
إن الميزانية التي تم تبديدها وتبذيرها من أجل بناء الجدار العشوائي، كان الأجدر صرفها في مشروع أو مشاريع أخرى، مهما كانت بسيطة تكون فائدتها مؤكدة وحاجة الساكنة إليها ملحة، مثل حفر الآبار ،وشق الطرق لفك العزلة عن الدواوير، وتزويد مداشر بالماء والكهرباء، وإنشاء فضاءات رياضية وترفيهية، ودعم الصناع التقليديين ، ودعم البحارة والفلاحين، وإصلاح وتأهيل مقر الجماعة، وغير ذلك مما له الأهمية القصوى والأثر المباشر على تنمية المجال .
إن سوق ثلاثاء بني بوزرة يتوسع كل يوم على امتداد الشوارع والأزقة وأراضي الخواص؛ ومع الأيام سوف لن يعترف بأي حدود “جدرانية” إلى أن يصل إلى قنطرة واد “بويحيى” و”البرية” وعقبة “كسير مهدي”، في ظل غياب رؤية استراتيجية ناجعة لدى مجلس الجماعة، من شأنها أن تساهم في إيجاد بديل مناسب، أو تنظيم السوق وتأطيره وضبطه ليكون مردوده المادي والرمزي أفضل.
الجدار العشوائي عالة وعلة ومظهر من مظاهر العشوائية في تدبير الشأن العام للجماعة ،وهدر واضح ومكشوف للمال العام، في ظرفية ترتفع فيها حاجة الساكنة لأدنى الخدمات والأوراش التي من شأنها تنفيس الاحتقان الاجتماعي، والحد من النزوح الجماعي لأبناء المنطقة نحو المدينة .
أليس هذا هدر للمال العام نهارا جهارا، وسوء تدبير لشؤون الجماعة، يستوجب مساءلة ومتابعة في ظل دستور يقرن المسؤولية بالمحاسبة.؟!