أدبياتإعلاميةمنوعات

عصر البوز

محمد ذو اليزن

أهلا بك في عصر البوز، حيث صارت الشهرة أمرا ضروريا في الحياة، و صار التنافس فيه على أشده، فالشهرة قديما كانت بأفعال الأشخاص و أقوالهم و حتى إنجازاتهم، يكدون طول حياتهم من أجل إنجاز شيء ما، يزرعون ما سيحصدونه بعد سنوات عدة، أما اليوم الشهرة لا تتعدى دقيقتين، لا أكثر و لا أقل من ذلك، فمكونات الشهرة، لا بحث ولا كد ولا جد فيها، فقط تتكون من محتوى تافه، و هذا أرقى ما في هرمهم، أما المكون الثاني، يأتي في ما كل ما نهى عنه حبيب الخلق، و من إباحيات، وضرب لأعراض الآخرين، و بيع أجسادهم كسلعة، و دياثة المفرطة، أما عن الدين، فالصمت أجمل.
عصر الكل يقول كفى، و الجل منهم يذهب فعلا إلى ما اكتفى منه سلفا، عصر اجتمع فيه أسياد قبيلة النفاق، على أن يشنوا حروبا، بصواريخ سينيال على كل قناة أعتنقت دين التفاهة، و أن يعدموا كل ما يسرق ثرواتهم ( vu )، و أن يطهروا كل أراضيهم في مواقع التواصل الاجتماعي، لتصير البيئة الأنسب، ليعيشوا بسلام، و لكن اختلف قولهم عن فعلهم، و هذا ليس بغريب عن بني الإنسان، فدشنوا قنوات أكثر، وصار الكفر شيء، يجب مناقشته لعل الارتداد عن دينك، يدخلك في دين الحجارة الالكترونية.
أهلا بك في عصر البوز، و ما قد تجنيه فضيحة تحت عنوان ” شاهد قبل الحذف “، أما اذا حادثت أحدا من شعبهم المخلص، لقال ” الكل يفعل هذا، أتريد أن تخرجني عن ملتي”
أهلا بك في عصر القطيع، و غياب الوعي، و غياب الأخلاق، حتى غيب الدين، و لم تعد له النظرة الأنسب لزمانهم، فلو كان يعلم ما يقع بزمانهم، لأحل لهم كل ما حرم، و ما حرم عليهم ما يشتهونه، فلذلك اختراع دين جديد أفضل من ذلك الذي صار قديما، و طعن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، صارت أمرا واجب.
لا أهلا بي و لا سهلا، في عصر صار منطقه يخرج من قاعدتهم، أما عقولهم خذرت ( و من خذرها استحق جائزة نوبل للسلام )، لا أهلا و لا سهلا حتى بتلك الفئة التي أعلم أنها تمقت ما أمقت، و تشتاق إلى إنجازات أجدادنا، و تكره سيئات أفعالنا.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button