بوريطة لإسبانيا : المغرب سيواصل طلب توضيحات والعمل الإنساني لا يُمارَس في جنح الظلام وبالتزوير، وعلى مدريد تحيين معلوماتها حول المغرب
ناصر بوريطة
نور24
لقد انخرطت اسبانيا ، في الأيام الأخيرة، في محاولة لتحويل انتباه الرأي العام عن المشكلة الحقيقية للأزمة المغربية-الإسبانية، التي تكمن في كون مدريد فضلت أن تُناور مع أعداء المغرب بخصوص قضية أساسية بالنسبة للمملكة وللمغاربة.
تنبيه أبرزه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في تصريح له لوكالة المغرب العربي للأنباء، موضحا أن المناورات الإسبانية تهدف إلى جعل المسؤولين عن هذه الأزمة، بمثابة ضحايا، وإذا كانت هناك أزمة بين المغرب وإسبانيا، فإن ذلك يعود إلى كون مدريد عمدت، بشكل سيادي، إلى المناورة مع أعداء المملكة، وتستقبل على أراضيها شخصا “يعمل يوميا على محاربة المغرب”.
وأوضح بوريطة أن إسبانيا تصرفت، في هذا الصدد، بشكل يثير الكثير من التساؤلات تجاه دولة جارة تحظى بالاحترام، من خلال قبول الدخول في كل هذه المناورات، وأن بداية الأزمة تعود إلى يوم 17 أبريل الماضي، ومنذ ذلك الحين فضلت إسبانيا وعدالتها غض الطرف عن وجود شخص على أراضيها، متَّهَم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم اغتصاب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بل ذهبت إلى حد منحه هوية مزورة. ولذلك، يقول بوريطة،فإن كافة المناورات الإسبانية، لتحويل الانتباه عن الجذور الحقيقية لهذه الأزمة، “لا تنطلي على أحد، وعلى كل حال فهي لا تنطلي على المغرب ولا تفاجئه”.
كما أشار بوريطة في هذا الإطار، إلى أن السلطات الإسبانية “يجب أولا أن تكون شفافة مع الرأي العام والقوى الحية في إسبانيا”، وأن هذه الحقيقة لا يمكن أن تحجبها الروبورتاجات والشتائم والقصف الإعلامي، مشددا في نفس الوقت أن “المغرب سيواصل طلب توضيحات، وسيستمر في اعتبار ذلك هو أصل الأزمة”، مسجلا أن منطق الإنسانية لم يعد يخدع أحدا؛ والعمل الإنساني لم يفرض أبدا ممارسة المناورة، كما أنه لا يمارس في جنح الظلام، داعيا إسبانيا إلى الاعتراف وتحمل مسؤولية “مواقفها الخطيرة” وتجنب “ازدواجية الخطاب”. وأضاف أن المغرب لا يلجأ إلى الابتزاز. فالمغرب واضح في مواقفه، وعمله.
في نفس السياق، أدان بوريطة “العداء الإعلامي غير المسبوق” الذي تشنه إسبانيا ضد المغرب، مضيفا “أننا نشهد توظيفا وتعبئة لجميع وسائل الإعلام، بعبارات صادمة وغير مقبولة، تصْدر أحيانا عن مسؤولين رفيعي المستوى”، وأن المصطلحات المستخدمة في هذه الحملة، من قبيل “الابتزاز” أو “الاعتداء” أو “دولة نامية”، تدل على أن “بعض الأوساط في إسبانيا، مطالبة بتحيين معلوماتها حول المغرب”؛ مؤكدا أن “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس. فالمغرب ليس لديه عقدة “، وأن العدوانية الإعلامية ،خلال الأيام الأخيرة، تظهر أن العقدة تجاه المغرب توجد في اسبانيا.
في هذا الصدد، أبرز بوريطة أن المغرب، الفخور بإنجازاته، وبلد في طريقه ليصبح بلدا ناشئا، وإسبانيا تدرك ذلك، مؤكدا أنها “ردود فعل ماضوية تعود للظهور اليوم، والتي تكشف عن هذه الهوة بين المغرب في المخيال الإسباني والمغرب الحقيقي”.
وخلص المسؤول المغربي إلى القول أن البعض في إسبانيا لم يستطع بعد أن يتقبّل أن المغرب حافظ على استقراره، وأمّن تطوره الاقتصادي وتنميته الاجتماعية، من خلال إصلاحات تم القيام بها تحت قيادة جلالة الملك ؛ وأنه “حان الوقت لتوضيح كل هذا، وعلى اسبانيا أن تحدد ما تريده من هذه الشراكة”.