مقالات رأيوطنية
الشوباني.. وخطاب المظلومية والتباكي…إلى أين..؟؟

الحبيب الشوباني
أبو أيمن
أنْ يدَّعي الإنسان أن هناك ضغوطات تُمارَس من قِبل رجال وأعوان السلطة على مرشحي حزب العدالة والتنمية الفعليين والمحتملين، لعدم الترشح باسم الحزب، من خلال الاستقالات واختيار أحزاب أخرى للترشح باسمها، فهذا ما لا يمكن تصديقه في مغرب القرن الحادي والعشرين؛ إذ أنّى لك أن تجبر مواطنا عاديا، أينما كان في المغرب الأمين، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، لاتِّخاذ وِجهة لا يرتضيها، وهو أمر ثابت قانونا وواقعا من خلال الممارسة اليومية لعموم المواطنين.
إن أقل ما يمكن أن يقال عن ادّعاءً من هذا القبيل، أنه استخفاف بذكاء المغاربة من قبل أناس تقلدوا دواليب التسيير والتدبير لمدة عشر سنوات على رأس الوزارات، وبمختلف المديريات والمؤسسات، زد على ذلك المؤسسات المنتخبة التي تعنى بقضايا المواطنين.
فما نسيه الشوباني، ومن خلاله مؤسسته الحزبية، أن الاستقالات بالجملة، التي عرفها حزب العدالة والتنمية في مجموع التراب الوطني وبالمئات، صادرة عن أطر تربَّت في كنف الحزب، وتعرفه حق المعرفة، ومنها من يشغل مسؤوليات تنظيمية بالحزب، أو مهمات انتدابية بالمؤسسة التشريعية، أو بالجماعات المحلية من محامين، مهندسين، رجال أعمال، أطر إدارية وغيرها، والتي نشير إلى بعضها، على سبيل المثال لا الحصر، من قبيل استقالة النواب البرلمانيين: مصطفى الزيتي، يونس بن سليمان ، عبد اللطيف الناصيري، المستشار البرلماني يوسف بنجلون، البرلمانية السابقة اعتماد الزاهيدي، رئيس جماعة آسفي عبد الجليل البديوي، وأربعة وأربعين آخرين معه بنفس المدينة، والرئيسين السابقين لمدينة المحمدية: حسن عنترة وإيمان صابير وغيرهم كثير.
الظاهر أن مسلسل الاستقالات، التي يشهدها الحزب، قد عرّت زيف الشفافية والديمقراطية داخل هذا التنظيم الديكتاتوري الذي سمح للشوباني بفرض أخته على لائحة جهة درعة تافيلالت في استحقاقات 2016 ، رغم أحقية غيرها كفاءةً وأقدمية وامتدادا داخل المجتمع.
بل إن البيان الجهوي لحزب العدالة والتنمية، الذي يدّعي فيه وجود مثل هذه الضغوطات، يتناقض بوضوح مع البيان المركزي للحزب، والذي يهدد فيه بمتابعة كل مستقيل من الحزب ومقاضاته إنْ تقدّم بلوْن غير لون المصباح المنطفئ..فليس ببعيد حالة متابعة السيد عبد الله مومنن رئيس جماعة ازناكن بوارزازات . فهل كان السيد عبد الله مومن مهدّدا من طرف أعوان السلطة عندما اختارا حزبا آخر غير حزب العدالة والتنمية؟
وهل كمال الموساوي، رئيس لجنة المالية بالنيابة بمجلس جهة درعة تافيلالت، كان هو أيضا عرضة لضغوطات السلطة للالتحاق بحزب غير مصباحكم المظلم؟ ..
فالمواطن اختار ،بحدسه وبصيرته، الابتعاد عن هذا الحزب الغارق في الفساد والكذب والنفاق، والذي مارس التضليل باسم الدِّين طيلة عشر سنوات عجاف.
كما أن تباكي الشوباني من أول يوم وضع فيه ترشيحه، هو إعداد شمّاعة ليعلِّق عليها إخفاقه وسقوطه الحتميين، لأنه سيحصد ما زرعه من نفاق وفساد وتكبُّر.