ثقافيةمجتمعيةوطنية

ندوة : الوجود المغربي في القدس  نموذجٌ محفوظ في أثر الأجداد من باب المغاربة إلى حارة المغاربة

 

نور24

بمناسبة الألفية الأولى على الوجود المغربي في القدس، نظمت وكالة بيت مال القدس الشريف، ومركز دراسات القدس في جامعة القدس،  أمس الخميس 11 نونبر 2021، بمدينة القدس المحتلة، ندوة حول الوجود المغربي في المدينة المقدسة، والروابط التاريخية الطويلة والمتميزة التي تربط المغاربة بالقدس الشريف لأزيد من ألف عام. وشارك في الندوة  أكاديميون،مؤرخين،مثقفون،رؤساء مراكز أبحاث، طلبة وعدد من مغاربة القدس.

في هذا الصدد، أوضح المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف ، محمد سالم الشرقاوي ،أن الوجود المغربي في القدس يُعد نموذجا محفوظا في أثر الأجداد الذين رسخوا اسم المغرب في هذه الربوع، من باب المغاربة إلى حارة المغاربة ، واليوم من خلال المركز الثقافي المغربي الذي يقام على عقار تاريخي في ممر الآلام في قلب البلدة القديمة للقدس؛ وأشار إلى أنه “من حظنا، نحنُ المغاربة، أن نكون أقرب من غيرنا في القدس إلى المسجد الأقصى؛ ومن حظنا كذلك أن لا يتأثر وجودنا في هذه المدينة بالعواصف والعوادي، فبقيتْ شواهد وآثار هذا الحضور قائمة ، شامخة إلى يومنا هذا”؛ مؤكدا أن المغاربة سيظلون أوفياء لهذا الإرث العظيم الذي تركه الأجداد في هذه المدينة المقدسة، أقوياء بحضارتهم الضاربة جذورها في أعماق التاريخ لأكثر من اثني عشر قرنا ، معتزين بروافد الهُوية المغربية المتفردة، ومؤمنين باحترام مبادئ التعددية والانفتاح والتسامح.

ويرى نظمي الجعبة، أستاذ التاريخ بجامعة بير زيت،أن الوجود المغربي المتواصل والمؤثر بالقدس الشريف، والذي يدخل ألفيته الثانية، يعود إلى صدر الإسلام، وأن هذا الاستقرار يعتبر نقلة نوعية في العلاقة التي ربطت المغاربة بالقدس ،مستعرضا مختلف مراحل العلاقة المستمرة للمغاربة بالمدينة المقدسة حتى يونيو 1967 ، حين هدم الاحتلال الإسرائيلي حارة المغاربة، الوعاء الذي شكّل عنوانا للمغاربة بالقدس .. وأن “تدمير حارة المغاربة قضى على وجود الحاضنة التي كانت تجمع المغاربة وثقافتهم الجمعية بالقدس الشريف ، لكنها لم تقض على العلاقة الوجدانية التي ربطتهم بالمدينة منذ صدر الإسلام حتى اليوم” ، موضحا أن “هذه العلاقة لم تقتصر على مغاربة القدس ، بل ضمت سكان كل غرب العالم الإسلامي حتى اليوم ، وهو الأمر الذي يلمسه الانسان حين يزور المملكة المغربية”.

وفي مداخلة له عن بُعد ، تناول الباحث المغربي المتخصص في تاريخ القدس والمغرب ، مولاي أحمد العلوي، موضوع ارتباط المغاربة بالقدس عبر التاريخ، وأكد أن الكتابات المغربية والمشرقية أجمعت على أن هذا الارتباط كان منذ المراحل الأولى لاعتناقهم دين الإسلام؛ وأن وشائج تعلُّق المغاربة بالقدس، لم تزدها العصور المتلاحقة إلا مناعة وقوة ،لكونها مبنية على أساس من العقيدة الدينية، فكان أن نحَت القدس الشريف حضوره في الذاكرة الدينية والروحية للمغاربة، بشكل بارز ولافت،لا تضاهيه في قوَّته، وعمق مكانته، وتغلغله في نفوس المغاربة،إلا مكانة الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة .

ولفت الانتباه إلى أنه “إذا كانت نظرة المغاربة إلى بيت المقدس نظرة تقديس واعتبار ديني وروحي من واجبهم زيارتها والتبرك بما فيها من مشاهد ومقامات وحضور للمجالس العلمية التي كانت تعقد برحابها، فإن هذه النظرة لم تكن فقط الثابت الحاضر الذي يشرح تعلق المغاربة بالقدس الشريف، بل انضافت إليها عوامل أخرى تطورت معها نظرة المغاربة لهذه البقاع الطاهرة، لاسيما عندما يتعرض بيت المقدس للغزوات من قبل جهات معادية “.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button