نور24
شهدت الايام الثلاثة الاولى من شهر نوفمبر 2021 بمدينة الفلوجة العراقية تظاهرة ثقافية وفنية نظمتها مؤسسة الجميع للثقافة والفنون برئاسة الاستاذ: جعفر نجم الذي بذل قصارى جهده لإنجاح المهرجان الدولي في نسخته الرابعة تحث شعار “بالثقافة تتواصل الشعوب وتزدهر” .
وعرف هذا المهرجان تفوقا وتميزا منقطع النظير بسبب الحاجة الماسة والرغبة الأكيدة للمجتمع المدني وكذا العسكري في إقامة هذا العرس الثقافي والفني للنهوض بالثقافة وانتشالها من براثين الظلم والجور والجرح والمعاناة التي عاشتها بلاد الرافدين، مهد العلم والمعرفة، وبلاد العز والشرف والرقي ، بلاد النخوة والشموخ والشهامة ، بلاد التاريخ والحضارة الانسانية ، البلاد التي أبى أهلها الشرفاء إلا أن يستعيدوا لأنفسهم الثقة والوحدة والكرامة التي استهدفوا من أجلها .
وقد حضر هذا المهرجان في يومه الافتتاحي أكثر من 3000 شخص عراقي ، إضافة الى وفود البلدان الاخرى التي شاركت في المهرجان كالمغرب وتونس ومصر واليمن ، حبا منها في إقامة تبادل ثقافي مع بلاد ما بين النهرين، أرض الخصب والعطاء الثقافي .
وتجدر الإشارة هنا أن فرقة موسيقية من العرائش بالإضافة الى الاستاذة مليكة الثومي من طنجة مثلت المغرب في هذه التظاهرة ، اذ قدمت بالمناسبة كلمة مؤثرة نقلت من خلالها حب المغاربة قاطبة وتضامنهم مع أشقائهم العراقيين بكل أطيافهم وتلويناتهم الذين تربطهم بهم العلاقات الانسانية عبر التاريخ ، كما تفضلت بقراءة قصيدتين شعريتين ، الاولى عن العراق وانتظاراته التفاؤلية تحمل عنوان : ( دمعة باسمة ) والثانية فيها تسويق لجمال وحسن عروس الشمال بعنوان : ( طنجة البهية ) استحسنت حفيظة كل الحاضرين .
كما تفضلت الاستاذة: ضحى بوترعة ، رئيسة اتحاد كتاب مقاطعة ( فرع القصرين تونس ) تفضلت بقراءة مجموعة من القصائد الشعرية من ديوانها : (روح تؤذن للجسد ) وتمت كذلك قراءات لشعراء اخرين اغلبها عن جراح العراق وانتظاراته المستقبلية بفضل ابنائه الكرام . وتلت القراءات الشعرية عروض فنية من طرف شباب مصريين عبروا فيها عن حبهم للعراق واهله ، واختتم اللقاء بتوزيع دروع المهرجان وشواهده التقديرية على المشاركين وسط تصفيقات الحاضرين .
وانتهى المهرجان، لكن لقاءات الوفود الاجنبية مع كبار الشخصيات العراقية لم تنته، رغبة منهم في تغيير النظرة السلبية عن بلدهم حسب ما يروجه التعتيم الاعلامي عنهم، وعمله على نقل الصور الايجابية عن وطنهم الذي ذاق الامرين منذ سنوات مع الاحتلال والارهاب والتطرف ، الا ان رغبة شرفائه في الاصلاح سائرة في طريق التغير واعادة التعمير . ومن هذه الشخصيات: اللواء عبد الامير الشمري، قائد القوات المسلحة المكلف بقيادة العمليات المشتركة والدكتور نوفل ابو رغيف، نائب وزير الثقافة العراقي، والسيد الكاتب العام لوزارة التربية والتعليم بالنجف الشريف، والمهندس مؤيد هيثم رسن مدير عام دائرة السياحة بالبلاد. ولقاءات اخرى تمت في إطار الدبلوماسية الموازية للبلدان الحاضرة.
كما اعدت اللجنة العليا للمهرجان زيارات لبعض المتاحف الكبرى التي تحتوي مجموعة من الاثار التاريخية والحضارية التي شهدها العراق قبل الميلاد بألاف السنين، كالحضارة السومارية وغيرها، وزيارة مدينة بابل العظيمة التي وان طال جزأها قصف الاحتلال فان ما تبقى منه ترمم ليظل شاهدا على الحضارة السابقة ، اما الوقوف على نهري دجلة والفرات ، المعلمتان الحضاريتان ، فقد اعاد الى الذاكرة انهما كانا مصدري الهام عند الشعراء والمبدعين . فهنيئا للعراقيين وما تذخره بلادهم من ثراء فكري صنعه الانسان ومازال يصنع.