حمادي الغاري
في يوم المرأة ،أو ما أُصْطُلح عليه ،في غياب المرأة، ومِنْ وراء ظهرها، باليوم العالمي للمرأة، إلى جانب يوم المرأة في كل بلد ..
احتفال..احتفاء..خادع، لا يمت ليومِ، ولا لشهرِ، ولا لعامِ، ولا لعمرِ المرأة بِصِلَة ولا ببَصْلَة..لأن المرأة تعيش لحظتها وساعتها ويومها وشهرها وعامها وعمرها ..بعيدة عن ضوضاء الشعارات الرسمية والجمعوية ،وكاميرات مختلف الهيآت التي تدَّعي الاهتمام والعناية بقضايا المرة ومتابعتها عن كثب..
احتفالٌ واحتفاء فولكلوري، تتم خلاله حفلات ومهرجانات “تكريم” المرأة ..ولا يكاد يمر يوم العيد ،يوم الاحتفال والاحتفاء، حتى يُطْوَى ملف المرأة في…انتظار…المناسبة القادمة، في يوم، في شهر، في سنة…خلالها تكون المرأة تعاني وتُكابد وتكافح وتناضل،بألمٍ ومعاناة و”تْكَرفيس”، في صمت لا يعرف عنه أحد.. لا الجمعيات ولا الأحزاب ولا النقابات ولا الحكومة ولا المنظات الجهوية والدولية ..لا أحد يعرف ما يجري ما بين الاحتفال والاحتفال؛ وبين العيد والعيد. وحدها المرأة تعرف.
هكذا يتم التطبيل والتزمير و… “التخربيق” في عيد المرأة ،باسم المرأة، ومن أجل المرأة ،و…المرأة المسكينة براء من هذا “التخربيق”..
يتم احتفال واحتفاء. يمضي احتفال واحتفاء…ويُسدل الستار عن مسرحية هذا الاحتفال والاحتفاء،بانتهاء شُرب الشاي والمشروبات الغازية والمياه المعدنية،مع خليط من أنواع الحلويات ..و”تْقَرْقِيبْ النَّابْ”، والتقاط صُور بالمناسبة إلى ….المناسبة القادمة ، بنفس الديكور والإعداد والإخراج والبهرجة و…”التخربيق”.. على إيقاع موسيقى “كُولْشِي تَيَرْكَل”..مع ترديد أسطوانة “كل عام وأنتِ بخير …” التي ما عادت تُطْرب أحدا..