منوعات

“يالْغادي فالطُّومُوبيل”

حمادي الغاري

لم يجد مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلّف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، ما يقوله بخصوص ارتفاع أسعار الغازوال، إلا اللجوء إلى الحل السهل، في نظره، ويتمثّل في أن يتدبّر كل صاحب سيارة أمره ،ويتحمّل أعباء سيارته ؛ وفي حالة ما إذا لم يتمكن من ذلك ،فما عليه إلا التنقّل عبر وسائل النقل العمومي “الترام”، سيارات الأجرة أو الحافلات…
مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة
هكذا يفكر بعض مسؤولينا في المواطنين؛ وهكذا تتّضح درجة تقديرهم لظروف أبناء الشعب؛ وهكذا ينطق الناطق الرسمي باسم حكومة لم تقدّم ،لحد الآن، بالملموس، ما يمكن أن يجعل المواطن يطمئن أكثر بأن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، وأنّ تدبير وتسيير أمورها بين أيدي أمينة، وليس هناك خوف ولا هُم يحزنون.
لنُجَاري منطق الناطق الرسمي باسم الحكومة: هل يتصوَّر معنا كيف سيصبح الوضع إذا تخلّى كل صاحب سيارة عن سيارته، ولجأ إلى استعمال وسائل النقل العمومي، من حيث الازدحام والتكدُّس، والشِّجار، والفوضى .. وكل ما ينتج عن هذا من ابتزاز واعتداءات وسرقات وتحرشات، و..و…وفوضى في حركة السير والجوَلان، وتلوّث، وتضييع الوقت…؟؟
ليُقْنعنا منطق الناطق الرسمي باسم الحكومة، ويقول لنا: مَن يؤدي الفواتير الغليظة، الثقيلة، لأكثر من 120 ألف سيارة مصلحة تشق شوارع وطرق المدن من طلوع الشمس إلى طلوعها ـ نعم إلى طلوعها وليس غروبها؟
هل تتحرك هذه الآلاف المؤَلَّفة من سيارات الوزراء والمدراء والبرلمانيين ومجالس الجهات والأقاليم والعمالات والجماعات الترابية (في البَدْوِ والحَضَر)، والملحقات الإدارية، ومختلف المؤسسات ومختلف القطاعات، وأعضاء الدواوين، ورؤساء المصالح والأقسام، والموظفين الأشباح، والمتفرغين وغير المتفرغين، و.. سيارات المسؤولين في القطاع شبه العمومي… بالماء أو الهواء.. وليس ب”المازوط” وليصانص” ؟؟
أضف إلى هذا عملية توزيع “بُونات المازوط وليصانص” على سيارات الأصدقاء والمقرَّبين ومَن والاَهُم…على امتداد خريطة الوطن، التي تتحرك آناء الليل وأطراف النهار، وهي تستهلك ما تستهلك من الوقود ، بدون فائدة تُذْكَر ولا نتيجة تُحسب..
ليتحدث لنا الناطق الرسمي باسم الحكومة، عن فواتير استهلاك “ليصانص” و”المازوط” من طرف سيارات الدولة، التي يراها المواطن خارج أوقات العمل ، وخلال العطل،في الأسواق والمنتزهات والشواطئ والمطاعم والفنادق.. بدون حسيب ولا محاسبة، ولا رقيب ولا مراقبة.
ليقل لنا سي مصطفى بايتاس ،إذا كان قد وجد الجرأة ليطلب من المواطن أن يتحمّل تكاليف سيارته، في عز الارتفاع الصاروخي للوقود، فهل له نفس الجرأة ليقول لنا هل يؤدي هو، الوزيرالناطق الرسمي باسم الحكومة، ثمن وقود السيارة التي يتنقّل بها..؟
هل يعلم السيد الوزير أن وزراء سابقين ،في سبعينيات القرن الماضي، كانوا  يترفَّعون ، إنْ لم أقل يتأفَفُون، من استعمال سيارة الدولة في أغراضهم الشخصية والعائلية؛  ومنهم مَن كان يفضل النزول إلى شارع محمد الخامس ،ثم إلى السويقة بالمدينة العتيقة بالرباط ،مشياً على الأقدام..بكل تواضع وبلا أدنى حرج….؟؟؟
ارحموا هذا الوطن، وارحموا مُواطنيه..
+++++++
بالمناسبة، أشَنِّفُ أسماع سي مصطفى، مقطعا من أغنية مغربية ظهرت في ستينيات القرن العشرين، قبل أن يرَ النور سي مصطفى ..
يتعلق الأمر بأغنية “يالْغَادي  فالطُّومُوبيل” للفنان الكبير عبد الوهاب الدكالي، وكلمات الشاعر الغنائي المتميز، المرحوم حمادي التونسي. يقول مطلعها:
“يالغادي فالطموبيل
هالْعَار دِيلِي لَخْـبار
عـنواني في جْنان سْبيل
بِينْ لغـصان تْصيب الدار
إِلى لْقِيتي ياخُويا الوردة الْبِيضة
قـوليها ياخويا الحالة فْـريدة
من فْـراقك وفراق حبابي
وفـراق بلادي وصحابي
يالغادي فالطموبيل….”
وتنتهي ب:
هَالْعَار العار جِيبْ لي لَخْبار
واشْ يمكـن يكـون نْساني
هالعار العار قـلبي محتار
واش قَلْبُو يمكـن عَدَاني
لله يَالشِّيفُور وْقـف دِيني مْعاك
إلى هْدَاكْ ربِّي وْقـف رَكَّبْنِي حْدَاك
نمشي ونْشُوف حْبيبي
الحبيب دْوَا لَقْلِيبي
يالغادي فالطموبيل”.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button