بيئة وعلومجهاتصحة

  قيادة بواحمد (إقليم شفشاون) : من الكلاب الضالة إلى الكلاب الضارة …

     نوع من الكلاب الضارة في المنطقة

 

عبدالإله الوزاني التهامي

 طغت على الفضاءات العامة بجماعة بني بوزرة، قيادة بواحمد، منذ مدة لا تتجاوز في مجملها ثلاثة أعوام، ظواهر غريبة جدا لم يألفها السكان من قبل؛ ويُعزى ذلك، حسب خبراء في تدبير الشأن العام المحلي، إلى ارتجالية وعشوائية تدبير السياسات العمومية المنتهَجَة في هذه النقطة الترابية من وطننا المغربي العزيز، المنتمية إلى إقليم شفشاون.

 

من أخطر الظواهر المتفاقمة حاليا بقيادة بواحمد -إلى جانب أخرى- وبالضبط بالمركز التاريخي، ليس فقط انتشار الكلاب الضالة، بل ارتفاع عدد الكلاب “الضارة”، حيث يشاهد المواطنون حالات وعلامات أمراض خطيرة تنهش أجساد كلاب من الجنسين.

وحسب خبراء في علم البيطرة، فإن الكلاب المريضة بأمراض معقّدة، يمكن أن تكون مصدر عدْوى مباشرة للإنسان، تصيبه مثلا بمرض “الجيارديا” (Giardia)، نتيجة ابتلاع طفيل “الجيارديا” الموجود في الماء، أو على الأسطح، أو في التربة الملوثة بملوثات الكلاب، وله أعراض كثيرة على جسم الإنسان؛ وينتقل إلى الإنسان من بزار الكلاب أيضا داء “العطائف” ( Campylobacterosis) يصيب أمعاء الإنسان في غفلة.

وهناك إنفلونزا الكلاب الذي ينتقل جراء إصابة الكلاب بمرض تنفسي يؤدي إلى السعال، وسيلان الأنف، والحمى، وانخفاض الشهية والحركة، وقد يؤدي إلى التهاب رئوي.
وهناك مرض “السعفة”( Ringworm)، وهو مرض جلدي ينتقل كفطريات يؤدي إلى الصلع، وتقشر الجلد، وطفح جلدي أحمر، والحكة.

أما مرض الطاعون فقد ينتقل من الكلاب إلى الإنسان، ولو عبر قطرات طائشة عن عطاس الكلب المريض، مسببا حمى وقشعريرة وصداع، في الغالب ينتج عنها وفاة المصاب إن لم تتم معالجته فوريا؛ وكذلك مرض “الدودة الشصية”( Hookworm) تنتقل كديدان توجد في براز الكلب، تؤدي إلى الحكة مع ظهور خطوط حمراء على الجسد. ومن الأمراض الشائعة داء “المشوكات”( Echinococcosis) ، وهو مرض طفيلي خطير جدا، ناتج عن الديدان الشريطية الموجودة في الكلب المريض، ومُعدي للإنسان، تغزو العديد من أعضائه.

الخطير  أن أعراض هذا المرض لا تظهر إلا بعد أعوام، إلى أن تكبر أكياسه التي تنمو ببطء مصيبة الكبد والرئتين؛ وغير ذلك من أنواع الأمراض التي تحتاج لمقالة تشخيصية خاصة. وكلها أو جلها أو بعضها موجود في الكلاب المنتشرة بمركز بواحمد.

ومما يزيد من تفاقم خوف المواطنين على مصيرهم نتيجة قربهم من الكلاب بشكل يومي، في مركز بني بوزرة تحديدا، تعرُّضهم للإصابة بالبكتيريا والفيروسات والفطريات الموجودة في الكلاب المريضة وغير المريضة؛ و يشكّل هذا أيضا مصدر قلق يومي للأطفال والشباب والكهول وغيرهم من الأعمار، لخطورة تعرُّض أجهزتهم المناعية لأضرار جراء ذلك، في ظل الغياب الكلي للفحوصات الطبية المتنقلة والممركزة.

يُذكر أن السوق الأسبوعي لجماعة بني بوزرة، يعتبر “عاصمة” الكلاب، حيث يستقطب كل أسبوع عددا كبيرا من أنواعها “الضالة”، القادمة من كل فج، فتستقر بمركز الجماعة متخذة “أكواخ” السوق ملجأ آمنا لها، ومطعما رئيسيا يشبع نهمها من فضلات وبقايا اللحوم والأسماك والجلود التي “يحتفظ” بها عمدا في أرضية السوق إلى غاية السوق الموالي. هنا تصاب الكلاب بالأمراض المختلفة، بسبب تناولها للجيف وللمواد العفنة والمدوَّدة، فتصبح في حالة “مسمومة وعدوانية” قد تصل لدرجة السعار أو ما شاكله، جراء تأثير تلك الميكروبات.

يحدث هذا ما بين فترة السُّوقَيْن -من الثلاثاء إلى الثلاثاء- في نقطة تعرف نشاط وحركية الموظفين والمواطنين من كل الأعمار، وعلى رأسهم التلاميذ ،خاصة الصغار منهم .
ويشاهد الجميع “تظاهرات وماراطونات ومطاردات” الكلاب الضالة والمريضة والمعوّقة، طيلة الأسبوع، في حضور مسؤولي الجماعة الترابية وأعضائها، والسلطات المحلية وقائدها، وتحت أنظارهم التي لا تنام.

يا حسرة في هذا الشأن على زمن الاستعمار -يقول مواطنون- حيث كان للكلاب والقطط المريضة محلات خاصة مجاورة “للكوارتيل والفيسينا”، يعكف فيها بيطريون على معالجتها بما يلزم من أدوية حتى النهاية.

ومن الحالات المنتشرة في بواحمد، اخترنا العيِّنة التي في الصور البالغ فيها المرض منتهاه، يتجول هذا الكلب “ة” المريض منذ بداية إصابته التدرجية الطويلة، في أماكن تعرف حركية للمواطنين، ما بين مدخل مقر جماعة بني بوزرة، ومدخل مقر قيادة بواحمد، وبوابة إقامة قائد القيادة، بشكل يومي، ينام ويتمرغ في التراب، ويلعق النباتات والأشياء المختلفة تاركا فيها لُعابه، ويقضي حاجته تبوُّلاً وتغَوُّطاً.

ودون الدخول في تفاصيل ما ترصده وزارة الداخلية لصالح الجماعات الترابية، لمعالجة الظاهرة، من ميزانيات ولوجيستيك واعتمادات، فإن المواطنين، وأمام استفحال الظاهرة، يلتمسون من السلطات التدخل الفوري لتجنيبهم أخطار الكلاب الضالة والضارة والمريضة ، وِقايةً وتجنُّباً لعواقب وخيمة تضر بالوطن والمواطنين.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button