ثقافيةجهاتمجتمعية

تاريخ مدينة وزّان وأصل التسمية المشتقة من التوازن والوزن والميزان

 

عبدالإله الوزاني التهامي ـ نور24

وفق معلومات متداولة بكثرة، يعود أصل تسمية مدينة وزّان إلى ثلاث روايات، تتواتر من جيل إلى جيل. الأولى فحواها أن أصل الكلمة لاتيني، وقد أُطلق إسم “وزان” على المدينة من طرف أحد أباطرة ونبلاء الرومان، كان وليّ عهده يحمل اسم “أوزينوس”، ومنه اقتبست كلمة “وزان” لقداسة الإسم . 
 الرواية الثانية مَبنية على اسم نهر يمر بالمدينة، يُطلق عليه “واد الزين”، ومنه اشتُق أيضا اسم المدينة “وزان”.
والرواية الثالثة لسبب التسمية، تقول أن الإسم اشتق من الكلمة العربية “الوزان”، التي أطلقت على أحد الأشخاص المسمى بعبد السلام، الذي كان يضع -ميزان- موازين له بمدخل المدينة بمحل يعرف بالرمل، حيث كان التجار ملزمون باللجوء إليه يوميا وطوال وقت التسوق والتجارة، لوزن بضائعهم وسلعهم، فأطلقوا عليه إسم الوزان، لكثرة قيامه بعمليات الوزن بالميزان. وهذا الإسم حملته المدينة فيما بعد، نظرا لتكراره وكثرة تداوله.

كما وردت في كتاب “الروض المنيف” ،حيث أشار صاحب الكتاب سيدي عبدالله بن الطيب،أن مئذنة المسجد الأعظم بوزان، هي في الأصل من موسى بن نصير، الفاتح لشمال أفريقيا،إبان عهد بني أمية، الشيء الذي يؤكد أن المدينة كانت قائمة في ذلك الوقت، ويُستنتج من هذه الرواية أن المدينة نشأت في العهد الأموي.

وجاء في كتاب “دعامة اليقين” لمؤلفه أبى القاسم العزفي (ت633ه)، أن أبا طاهر ،أحد مريدي الشيخ سيدي أبي يعزي يلنور (المعروف بمولاي بوعزة)، كان خطيبا بمسجد وزان الشهير في القرن السادس الهجري، معززا بذلك عراقة المدينة. 

كل هذه الروايات، الشفهية منها والكتابية، تدل دلالة جلية على أن الجذور التاريخية لمدينة وزان موغلة في القدم، إلا أن التحديد الدقيق لتاريخ تأسيس هذه الحاضرة المضيئة ، لا يزال غامضا لندرة الوثائق والمخطوطات -الموجودة- والتي للأسف لم يُكشف عنها النقاب بعد. ومنها ما ضاع، خاصة الوثائق النفيسة جدا التي كانت مودعة بخزانة زاوية مولاي عبدالله الشريف، التي ضاعت في ظروف غامضة.
 الراجح أن المدينة سُمِّيت باسم وزان تيَمُّنا ب”الوزان” ،صاحب الميزان المذكور، الذي يزن بضائع التجار و الفلاحين الجالس في باب السوق الرئيسي للمدينة؛ وهو اشتقاق ذا مغزى عظيم يحيل إلى صفة العدل المتَّصف بها باصِم المدينة ببصمات التمدن والتحضر مولاي عبدالله الشريف وزاويته الوزانية العظيمة، ناشرة الدعوة إلى الله والمحصّنة للأحواز، -ما اتصف به- من “وزن وتوازن واتِّزان وميزان” ، وكل معاني الإسم مستقاة من كتاب الله  وسُنة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.

تؤكد كل المصادر التاريخية أن المدينة لم تشتهر وطنيا وعالميا ،إلا بفضل مؤسس الزاوية الوزانية، الجد الأكبر للأشراف الوزانيين، مولاي عبدالله الشريف وخلفاؤه، حيث أعطاها إشعاعا خاصا على المستوى العلمي والصوفي والجهادي، فضلا عن العمق الاجتماعي والإنساني والصناعي والفلاحي، مما جعل للمدينة مكانة متميزة بين المدن والأقطار والأمم.. وفق ما سنرى في مقالات أخرى سنعالج فيها وزن وحضور المدينة الاقتصادي وغيره.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button