“جون أفريك”: زلزال الأطلس أثبت قدرة المملكة على رصِّ صفوفها لمواجهة هذه المحنة الصعبة
من هنا مرّ الزلزال المدمّر بالأطلس…
نور24
“بفضل صموده وتماسك مجتمعه، خرج المغرب أقوى من الزلزال المروع الذي هز عدة أقاليم بالمملكة يوم 8 شتنبر” 2023.
هذا ما كتبته مجلة “جون أفريك” الفرنكفونية، في عدد الأربعاء 27 شتنبر 2023، في مقال لها بعنوان “زلزال المغرب: لماذا خرجت المملكة أقوى”، مشيرة إلى أن “الزلزال الذي دمر منطقة بأكملها، أثبت قدرة المملكة على رصِّ صفوفها في مواجهة هذه المحنة الصعبة”؛ وأن “صمود ملك وشعب، هذا هو ما سوف نتذكّره بمجرد انتهاء الضجة التي تحيط حتما بزلزال بهذه القوة، مثل ذلك الذي ضرب يوم الجمعة 8 شتنبر الأطلس الكبير ومنطقة الحوز بالمغرب”.
وقالت “جون أفريك” : “في مواجهة صدمة أحد أعنف الزلازل في تاريخ البلاد، التحم جلالة الملك والمغاربة، كما حدث خلال الحلقات المؤلمة السابقة، في عرض واسع النطاق لقدرات المملكة على تدبير الأزمات الكبرى والخروج منها أكثر قوة”، مشيرة إلى أن جلالة الملك محمد السادس أعطى تعليماته، منذ الساعات الأولى للمأساة، للجيش بالتدخل، ونشْر عناصر الإغاثة، كما أمر بإقامة صلاة الغائب في كافة مساجد المملكة على أرواح المفقودين.
وأضافت المجلة، أن هذه الكارثة الطبيعية أظهرت أن “المغرب يتوفر على مؤسسات فاعلة، ومخططات فعّالة، وخبرة عملياتية واضحة في تدبير الكوارث الطبيعية، مع استراتيجية مدروسة طويلة الأمد تنفذها وزارة الداخلية”، وهو ما انعكس على أرض الواقع ب “مرونة وثقة وهدوء السلطات التي توَلَّت مسؤولية هذه المأساة بسيادة كاملة”. ولم يفت المجلة أن تسلط الضوء كذلك على “القدرات الهندسية والإنشائية للمملكة، حيث ظلت الغالبية العظمى من المرافق العامة صامدة أمام الزلزال”.
ولم يفت “جون أفريك” أن تتوقف عند دينامية المجتمع المدني وتضامُن الشعب المغربي، “الذي تحرّك من طنجة إلى الكويرة لدعم الضحايا، وهو ما يبعث على الاطمئنان بشأن صمود المغرب وتماسُك مجتمعه”، معتبرة أن المملكة “كانت قادرة، من خلال هذه المأساة، على قياس درجة قوّتها الناعمة لدى الرأي العام الأجنبي”.
في نفس السياق سلطت المجلة الضوء على رغبة المملكة، التي تم التعبير عنها منذ الأيام الأولى للزلزال، في عدم التنازل عن أي التزام خارجي، سواء تعلّق الأمر بالاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي ستُعقد، كما هو مُخطّط له في شهر أكتوبر،بمراكش، أو مشاركة المملكة في قمة الأحواض الثلاثة، نهاية أكتوبر في برازافيل.
وشدّدت “جون أفريك” إلى أن هذا الصمود “يوحي أن المغرب سيخرج من هذه المأساة أقوى مثل ما حدث خلال جائحة كوفيد”.