الجزائر: الإعلان عن انتخابات رئاسية قبل اوانها يكشف الصراع الكبير بين أجنحة العسكر
نور 24 – متابعة
تم الإعلان رسميا بالجزائر، اليوم الجمعة 23 مارس 2024، عن تنظيم انتخابات سابقة لأوانها ، قبل ثلاثة أشهر.
في هذا الصدد، لاحظ مراقبون أن الحاكمين في الجزائر رأوا أنه كان يجب على الرئيس الحالي ، عبد المجيد تبون، أن يعلن بنفسه هذا القرار، غير المنتظر، وتقديم دوافعه وخلفياته.
ولاحظ مراقبون ان هذا القرار، الفجائي، أعقبه جدل كبير، بسبب ما تضمنه من مغالطات وتناقضات كشفت، من حيث لا يدري نظام الكابرانات بالجزائر، مدى الصراع الكبير بين أجنحة الجيش.
ويرى تبون، ومن دفعه لإعلان هذا الخبر، أن قرار تقديم الانتخابات الرئاسية، فبل موعدها، تفرضه “الرغبة في العودة إلى الوضع الطبيعي، وإلى الرزنامة الانتخابية الجزائرية”، إلى جانب ما سمٌاه “وجود تهديدات خارجية حقيقية وملموسة، بما يجعل من تقليص العهدة الأولى ضرورة تكتيكية، استباقاً لاضطرابات مبرمجة”، مبررا ذلك بأن الانتخابات تتطلب “وجود رئيس وجيش ومؤسسات بجاهزية لمواجهة الأزمات الخارجية”.
ولاحظ مراقبون ان هذه العبارات المتناقضة، من حيث السياق والتوجه، حجم التخبط الذي تعيشه الجزائر، بسبب صراعات أجنحة العسكر، بدليل أنه حينما يشير إلى “رغبته في العودة إلى الوضع الطبيعي”، فهذا يعني أن الجزائر كانت تعرف خلال ولايته وضعا داخليا غير مستقر، نتجت عنه مشاكل خارجية دبلوماسية بسبب إصرار الكابرانات على حشر أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بمحيطهم الإقليمي، مما جعلها تعيش في عزلة تامة، بسبب مخططاتها العدائية اتجاه دول الجوار؛ ولهذا الغرض،يرى المراقبون، يحاول “تبون”، ومن يسيرونه، إيهام الشعب بوجود مخاطر تهدد أمن البلاد..
الملاحظ ،حسب المراقبين، أن مبررات تبٌون لم تجد أي صدى في اوساط غالبية القوى السياسية في الجزائر، بدليل موقف “نصر الدين حمدادوش”، نائب رئيس حركة مجتمع السلم، الذي عبٌر عنه ل “العربي الجديد”، قال فيه أن “المبررات التي ذكرتها وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية ، توحي برغبة الرئيس في الذهاب إلى عهدة ثانية”، موضحا أن “الشكل الذي اتُّخِذ فيه القرار، بحضور جميع أركان الدولة، يدل على أن هذه المسألة محسومة، بدون وجود أي صراع للأجنحة، وهي رسائل إلى الخارج أكثر منها إلى الداخل”.
من جهته، وصف “بلقاسم ساحلي”، رئيس حزب التحالف الجمهوري مبررات تقديم الانتخابات الرئاسية التي قدمها “تبون” بكونها “غير مقنعة عموما”، خاصة تلك التي تتعلق برغبته في “ضبط الأجندة الانتخابية..، مشيرا أن فترة جمع التوقيعات والحملة الانتخابية، تصادف مواعيد اجتماعية هامة، مثل امتحانات نهاية السنة، وعيد الأضحى، والعطل الصيفية، ورأى ساحلي أن هذا الهدف سيتحقق لو تم إعلان قرار الانتخابات الرئاسية المسبقة بمناسبة خطاب الرئيس في أكتوبر الماضي، أمام غرفتي البرلمان، على أن يتم تنظيم الرئاسيات نهاية شهر ماي أو بداية يونيو”.
كما أوضح “ساحلي” أن المبررات التي قدمتها الرئاسة الجزائرية، أدت في المقابل إلى إرباك سياسي لحلفاء تبون أو خصومه، وهو الأمر الذي يتنافى مع دور رئيس الجمهورية ومسؤولياته في ضمان استقرار المؤسسات والمجتمع على حد سواء…
في نفس السياق، يرى رئيس حزب “جيل جديد” ، أن المبررات التي طرحتها السلطات الجزائرية، لا تحمل أيَّ تفسير مقنع، وأن: “تقديم الانتخابات لثلاثة أشهر يدفع إلى التساؤل عن جدوى ذلك، وكان المبرر الذي قُدم على أساس العودة إلى التاريخ الطبيعي للانتخابات، يمكن أن يكون مفهوماً لو تمت العودة بالانتخابات إلى فصل الربيع، في حين أن الرزنامة العادية لأية انتخابات هي انتهاء عهدة وبداية عهدة أخرى”، حيث تساءل في هذا الصدد قائلا: “ربما تكون هناك معلومات سرية ليست في متناولنا…” ، ليخلص إلى القول: “فهمنا شيئاً واحداً، وهو أن رئيس الجمهورية مُصرّ على البقاء، فضلاً عن وسم المعارضة بأوصاف تعني إلغاء القبول بالرأي السياسي والإعلامي، وهذا أمر يضر بصورة الرئيس”.