يعود أصل كلمة “كالينتي” التي تُستخدم في شمال المغرب إلى الكلمة الإسبانية caliente، والتي تعني “ساخن” أو “ساخنة”. ويرتبط هذا المصطلح بوجبة شعبية كانت تُعرف في جنوب إسبانيا، وخاصةً في منطقة قادش بالأندلس، باسم torta caliente، والتي تعني “الكعكة الساخنة”. كانت هذه الأكلة البسيطة تتكون من مكونات أساسية ومتوفرة، مثل دقيق الحمص، الماء، الزيت، والملح.
مع توسع النفوذ الإسباني إلى شمال المغرب خلال فترة الاستعمار الإسباني، وخاصةً في مدن مثل تطوان وسبتة وطنجة، انتقلت هذه الوصفة إلى المنطقة، وأصبحت جزءًا من المطبخ المحلي، حيث بدأت تُعرف اختصاراً باسم كالينتي.
لم تتغير وصفة “كالينتي” كثيراً منذ ذلك الحين، إذ لا تزال تعتمد على دقيق الحمص والماء، وتُطهى في الفرن حتى تصبح متماسكة. يتم بيعها عادةً في أسواق وأحياء المدن الشمالية، حيث تُقدّم ساخنة، ويُقبل عليها السكان لسهولة تحضيرها وطعمها المميز.
بفضل هذا التبادل الثقافي بين إسبانيا والمغرب، أصبحت “كالينتي” رمزاً من رموز التراث الغذائي المشترك، وما زالت تحظى بشعبية واسعة في الشمال المغربي إلى يومنا هذا، حيث تُقدّم كوجبة خفيفة في الأسواق الشعبية، خاصةً في الصباحات الباردة، ليشعر من يتناولها بدفء الكلمة التي تحمل معناها.
بقلم خالد مهدي