إعلامية

الأشعري:الصحافة الحرة لا تُبْنى إلا في نظام ديموقراطي حقيقي

محمد الأشعري

نور24

أكد محمد الاشعري وزير الثقافة والإعلام السابق، أنه رغم كل ما تحقق في مجال الإعلام من تطور مهني ، وظهور أجيال جديدة من الصحفيين ،وصحف مستقلة،  فإن هناك شعورا متزايدا بأزمة الصحافة في المغرب.

  وأقر الاشعري ،الذي حل اليوم الثلاثاء 17 شتنبر 2019، ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء المنظم في إطار تخليد الوكالة لذكرى تأسيسها الستين، في موضوعه تحت عنوان “هل الصحافة الآن عامل تقدّم في المغرب” ، أن المغرب حقق مع ذلك بعض التقدم “، فمساحات الحرية الموجودة ليست وهمية، بل حقيقية”، لكن الصحافة لم تشهد تلك التحولات النوعية في أدوارها .

 وأعرب الروائي والشاعر والرئيس الأسبق لاتحاد كتاب المغرب عن اعتقاده بأن خصائص الوضع السياسي المتسم ب”الجمود”، وفشل الإصلاح في قطاع الإعلام ، يُعَدّان المُعيقين الأساسيين اللذين يحُولان دون أداء الصحافة لمهامها في مواكبة التنمية في مختلف المجالات ، وإشاعة جو إيجابي في مواجهة اليأس والإحباط.

 ودافع الأشعري ـ  القيادي السابق بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ،الذي قال أنه اعتزل العمل الحزبي منذ نحو عشر سنوات ـ عن حرية الصحافة وإقرار ديموقراطية حقيقية ؛ وقال بهذا الخصوص: “علينا أن نسلم بأن الصحافة الحرة لا تبنى إلا في نظام ديموقراطي حقيقي”.

 وأوضح أنه على بعد سنتين تقريبا من الانتخابات التشريعية ، فإن هناك “نوعا من الانطباع” بأن الآفاق السياسية “مسدودة”،وأنه ” لا توجد مشاريع سياسية ” تتصارع وتقترح مشاريع على الناخبين، بل كل ما يروج هو تكهنات بأن حكم الإسلاميين سينتهي .

 واعتبر أن هذا الوضع يؤجل مشروع الانتقال الديموقراطي، بل يؤشر أكثر على أن هذا المشروع انتهى، وأن “الصيغة التي نحن فيها الآن هي الصيغة النهائية”.

 وتحدث عن إصلاح قطاع الإعلام ،فأشار إلى أن الدعوة لإصلاح قطاع الصحافة تمت على ركائز ثلاثة: أولها العمل على إرساء تشريع متقدم يضمن حرية التعبير ويلغي العقوبات السالبة للحرية ؛وثاني الركائز إرساء قواعد تنظيم ذاتي من أجل حماية شرف المهنة وفرض أخلاقياتها ؛ والثالث يتعلق إصلاح الإعلام العمومي .

 واستغرب لعدم إصلاح الإعلام العمومي حتى الآن، متسائلا :ماذا سيقع لو تم الإقدام على إصلاح هذا الإعلام ليكون إعلاما عموميا حقيقة يعكس نبض المجتمع كله؟

  ونتيجة لكل السلبيات السالفة، أكد الأشعري أن الساحة الإعلامية أصبحت حاليا مليئة ب”ضجيج الرداءة” وفق تعبير الكاتب الألماني كارل كلاوس.

 ،ولم يفت  الأشعري أن يسلط الضوء على مسألة  تحريرالإعلام السمعي وقال إن  الإذاعات الخاصة  فسحت مجالات واسعة للمواطن ليعبر عن رأيه ،وساهمت في تطوير اللغة الأمازيغية، غير أن أهم وأخطر المؤاخذات عليها ،في نظر الأشعري ، هو قيامها بشكل يومي ب”تخريب” اللغة على مرأى ومسمع الجميع،  وضمنه الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “الهاكا” التي لا تحرك ساكنا ، وكأن الأمر لا يعنيها ، وأن “تخريب اللغة” مسألة ليست خطيرة.

 كما  أعرب الأشعري،  الذي أشرف لفترة على صحيفة /الاتحاد الاشتراكي-مكتب الرباط/ عن أسفه لضعف اهتمام الصحف المغربية بالصحافة الثقافية واندثار الملاحق الثقافية التي كانت تساهم في الرقي بالذوق وتثقيف وتنوير المواطن .

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button