بيئة وعلوموطنية

جلالة الملك للمؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة: لا يمكن مواجهة المشاكل البيئية إلا في إطار تعاون وطيد بين الدول

نور24

تحتضن الرباط، يومي الأربعاء والخميس 02و03 أكتوبر2019،  أشغال الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة، تحت شعار”دور العوامل الثقافية والدينية في حماية البيئة والتنمية المستدامة”. وتميز افتتاح هذا اللقاء الكبير بتلاوة نص الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس للمؤتمر.

واستهل جلالة الملك في رسالته أن إشكاليات البيئة والتنمية المستدامة  أصبحت أحد الرهانات الكبرى التي تواجه العالم ،حيث كشفت دراسات وأبحاث دولية، استنزافا غير مسبوق للثروات الطبيعية، وارتفاعا مهولا في نسبة التلوث، واختلالا عميقا للتوازن البيئي على الصعيد العالمي، مع ما يترتب على هذه الوضعية المقلقة، بل الخطيرة، التي يعيشها كوكبنا اليوم، من آثار سلبية واضحة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، مبينا أن مواجهة المشاكل البيئية الملحة لا يمكن أن تتم إلا في إطار تعاون وطيد بين الدول. فليس بمقدور أي دولة بمفردها، مهما بلغت إمكاناتها، مواجهة هذه المشاكل.

وبعد أن سلط الضوء على انخراط المغرب في مسلسل التعبئة الجماعية، وطنيا ودوليا،تقوم على تجنيد الطاقات لفائدة تنمية مستدامة ، من خلال إدماج البعد البيئي في مختلف الإستراتيجيات القطاعية والمخططات التنموية ،أشار الملك محمد السادس إلى انخراط المغرب في مسار تسريع تنزيل الأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030، من خلال اعتماد الاستراتيجية الوطنية للتنمية   المستدامة، وفق مقاربة تشاركية، تدمج الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وترتكز على مرجعيات واضحة دستوريا وقانونيا.. بهدف تعزيز الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر في أفق 2030.

في نفس السياق، أكد جلالته  أن المملكة المغربية ما فتئت تعمل على ملاءمة مساهمتها المحددة وطنيا، للتقليص من انبعاثات الغازات الدفيئة مع أهداف التنمية المستدامة، من خلال إحداث مركز الكفاءات للتغير المناخي، كأداة لمواكبة ودعم الفاعلين الوطنيين، ولتقاسم تجربة المغرب ، وتعزيز التعاون جنوب -جنوب، لاسيما مع الدول الإسلامية والأفريقية؛ كما حددت هدف خفض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة بنسبة 42%. وسيتم تحقيق هذا الهدف أساسا من خلال تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للطاقة، التي نعمل في إطارها على رفع نسبة مساهمة الطاقات المتجددة في توليد الطاقة الكهربائية. وذلك من خلال عدة مشاريع ريادية ومهيكلة، تهم الطاقة الشمسية، والريحية، والكهرومائية.

كما أبرز الملك محمد السادس أن التعاون الإسلامي المشترك يتم من خلال تعزيز سبل التكامل والتنسيق بين الدول الإسلامية،معلنا أن المغرب شرع في إحداث الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة، كمشروع معرفي مشترك وطموح، يهدف إلى تعميق التفكير العلمي الدقيق، وإذكاء الوعي بالتحديات البيئية والتنموية الحالية والمستقبلية؛ وأن هذه الهيئة ترمي إلى تحقيق الريادة المطلوبة في مجال التنمية المستدامة، مع الحرص على اعتماد مناهج العمل المستوحاة من الثقافة الإسلامية الأصيلة لاستخدام موارد الأرض..على أن تكون هذه الأكاديمية مؤسسة تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وتفعيل دورها داخل هذه المنظمة، في إطار تفاعلها مع باقي الهيآت الإقليمية والدولية المهتمة.

تجدر الإشارة إلى أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن مناقشة عدة تقارير ومشاريع وثائق حول قضايا البيئة والتنمية المستدامة في العالم الإسلامي،كتقرير الاجتماع الخامس للمكتب التنفيذي الإسلامي للبيئة ، وتقريرحول جهود الإيسيسكو في مجال البيئة والتنمية المستدامة بين الدورتين السابعة والثامنة للمؤتمر، وتقرير عن التقدم المحرز في مشروع إنشاء الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة، وتقرير الإيسيسكو حول الخطة التنفيذية للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية وإدارتها في الدول الأعضاء ، إلى جانب مشاريع  تتعلق  بإنشاء لجنة مشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي من أجل التنمية المستدامة ؛ وباستراتيجية تفعيل دور العوامل الثقافية والدينية في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة في العالم الإسلامي ..

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button